علق المواطنون بالامس في سياراتهم لساعات نتيجة ازدحام سير خانق في مختلف شوارع بيروت وصولاً حتى جونيه وجسر الكازينو، لم يدرك هؤلاء ما هو السبب الحقيقي لهذه "العلقة" والتي كلفتهم ساعات من يومهم.
هذا المشهد يتكرّر مع بدء فصل الشتاء وهطول الأمطار لعدّة أسباب أهمها عدم إمكانيّة استيعاب مجاري الصرف الصحي كميّة المياه المتدفّقة، أو عدم تنظيف هذه المجاري في بعض الأحيان، وفي مرّات أخرى تعود الأسباب الى كثافة السيارات وعدم وجود نقل عام مشترك يغطّي كافّة الاراضي اللبنانيّة، وضيق بعض الطرقات التي باتت بحاجة إمّا الى اعادة تأهيل أو توسعة. وأمام هذا الواقع يبقى المواطن هو الضحية!.
"وزارة الاشغال مسؤولة عن تنظيف الطرقات الدوليّة أما تنظيف الفرعيّة منها فهي من مهمّة البلديات". هذا ما يؤكده مدير مكتب وزير الاشغال شكيب خوري، لافتا عبر "النشرة" الى أن "المشكلة الأساس تكمن في كثافة المياه التي تهطل كما أن الأعمال في الورش من حجارة وغيرها كلها تصل الى المجاري وتقفلها"، ويضيف: "مجاري الصرف الصحي ضيّقة وقد أنشئت منذ العام 1960".
ورغم أن مشكلة أزمة السير مع بدء هطول الامطار تعود الى اقفال مجاري الصرف الصحي، إلا أن السبب الاخر يعود الى الأشغال على بعض الطرقات وضيق بعضها الآخر سواء في جل الديب أو جونية. وهنا يشير مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية أنطون سعيد الى أن "جسر جل الديب شارفت الأعمال على الإنتهاء منه، أما في جونيه فعندما يتم الانتهاء من توسعة الاتوستراد فإن هذه المسألة ستحلّ الأزمة نوعاً ما"، مشددا على أن "الاعمال في هذا المشروع ستنطلق ما بعد شهر شباط المقبل"، لافتا في نفس الوقت الى أن "الاشغال على الطرقات تتسبب بالاختناق المروري، وهنا على مجلس الانماء وكل الادارات المعنيّة في هذا الشأن التعاون لحل هذه المسألة".
ويلفت أنطون سعيد الى أن "حل جسري جل الديب وتوسعة أوتوستراد جونيه هو موقت ولن يكون الأساسي للأزمة الموجودة لأن حركة السير الى تزايد"، مشيرا في نفس الوقت الى وجود "حلول طويلة الأمد وهي أوتوستراد الضبية-العقيبة وصولاً إلى وسط كسروان والمسمّى A2PRIME والذي يصل كل هذه المناطق بأنفاق". في حين أن مدير مكتب وزير الأشغال شكيب خوري فيرى أن "الأشغال المسؤولة عنها الوزارة تطال كل لبنان باستثناء بيروت وهي مسؤوليّة بلديتها"، مشيرا أيضاً الى أن "البنى التحتية تحتاج الى تجديد".
في المحصّلة تعد مشكلة الاختناقات المروريّة أساسية وتحتاج الى إيجاد حلول جذريّة وسريعة لها، خصوصاً وأنها تتفاقم يوماً بعد آخر، فهل ينجح المعنيون في حلّ هذه القضيّة التي تستهلك من وقت وأعصاب الناس؟!.