أكد مطران اللاتين في لبنان سيزار اسيان أنه "عام 1223 عندما سئل القديس فرنسوا الاسيزي عن سبب وضعه المغارة، اجاب انه يرغب ان يرى بعينيه، حالة الفقر والتواضع التي ولد فيها ابن الله. وعندما نتأمل بالمغارة الفقيرة والمتواضعة، من الجيد ان نذكر في هذا الوقت ان الرب اراد ان يولد ابنه فقيراً ككثير من الناس في هذا العالم، ولكنه لم يرد الاذلال لابنه، وألا يولد مهمّشاً انما ضمن عائلة. ان الرسالة التي علينا ان نتلقفها من انجيل اليوم، هي العائلة التي قدّمها لنا الله والمؤلفة من القديسين مريم ويوسف اللذين اتبعا طريقاً طويلاً من البر والتقوى، قبل ان يقبلا بما اعدّه الله لهما".
وخلال احتفال اليوبيل الـ125 لمدرسة القلب الاقدس(فرير) في الجميزة اوضح المطران اسيان أنه "منذ اكثر من 300 سنة، هناك رهبان شبان تخلوا عن كل شيء وقرروا تكريس انفسهم للرب، على غرار القديس جان باتيست دو لاسال، لخدمة الاطفال. وقد اكتشفوا اهمية ولادة اي طفل ضمن عائلة، وبنوا علاقة اولاً مع الرب معطي الحياة، قبل ان يهتموا بالاولاد المهمّشين الذين لا عائلة لهم، وقرروا ان يكونوا على مثال القديس يوسف، عائلة لكل طفل من هؤلاء"، مشيراً الى أنكم "اتيتم منذ 125 سنة وانشأتم مدرسة القلب الاقدس، وكنتم العائلة لآلاف من الاولاد دون تمييز، واعطيتم المكانة الاولى للطفل والفقير والمهمّش الذي يحتاج الى عائلة كي ينمو ويواجه تحديات هذا العالم، فيصبح انساناً فخوراً باهتمام الرهبان به وبتذكيره انه اولاً ابن الله. كما رافقتم خلال هذه السنوات، لبنان منذ الحكم العثماني مروراً بالحرب العالمية الاولى والانتداب الفرنسي ولبنان الكبير والحرب العالمية الثانية والحرب اللبنانية، وذكّرتمونا جميعاً بأننا اذا كنا نحب لبنان، علينا ان نكون جميعاً عائلة كبيرة تحتضن كل من يكون على هذه الارض. علمتمونا الا نفرّق بين شخص وآخر، وان لبنان لا يبنى الا وفق اللقب الذي اعطي لفخامة الرئيس "بيّ الكل". نحن اليوم، سنضع بين يديك الوزنة التي اعطانا اياها الرب، وان نكون شعباً واحداً واباً واحداً يذكرنا ان الحياة مقدسة، وان دعوتنا هي ان نبذل ذاتنا على غرار مار يوسف ويسوع المسيح على الصليب، كي نصل ببلدنا الى ان يكون وطن الرسالة التي تطمح اليه، ليس فقط الكنيسة وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، انما العالم اجمع".
وأشار الى أنه "لقد اوصاكم القديس دو لاسال بالتمثّل بالقديس يوسف، وكل ولد بين يديكم هو يسوع المسيح، وكل حياة مدعوة الى الخلاص والقداسة. ونرفع صلاتنا الى كل منكم وكل من بذل جهده منذ 125 سنة، كي تكملوا رسالتكم. كما نصلي من اجل الوطن كي يبقى الحاضن للجميع".