أكد الوكيل الشرعي العام للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك "أننا في سفينة واحدة، هي السفينة التي من الله تعالى بها على الإنسان الذي استخلفه في الأرض، وهذه السفينة بحاجة إلى رباني يقودها ليخرجنا من الظلمات الى النور، وقد اصطفى الله من خلقه الرسل والانبياء ليقودوا هذه السفينة، وهم يؤكدون في رسالاتهم على الوحدة والأخوة الإنسانية".
وخلال إحياء مناسبة عيد الميلاد المجيد بندوة في قاعة السيد عباس الموسوي في بعلبك، أوضح يزبك أنه "في ذكرى الميلاد اتطلع إلى أن ميلاد السيد المسيح هو ميلاد الإنسانية، كما هو شأن وحال كل رسول ونبي، فولادته ورسالته التي يحملها هي من أجل صلاح الإنسان"، مشيراً الى أن "ولادة السيد المسيح معجزة إلهية ببصمات ربانية، وهذه الولادة امتازت بأم طاهرة عفيفة مصطفاة، استحقت مباشره الخطاب الملائكي الذي هو خطاب إلهي، فقد كلمها الله عبر الملائكة وبشرها بكلمة الله وروح الله لهداية الناس".
واعتبر أن "العداوة ليست بين الإنسان وأخيه الإنسان، وإنما هي بين الإنسان والشيطان الذي لا يأتي إلا بالشر، وليس فيه أي ذرة خير، بينما الخير كله من الله ولا سعادة إلا بطاعة الخالق المدبر".
ودعا إلى "الابتعاد عن العصبية والقهر والبطش"، معتبرا أن "حرص السيد المسيح كان على انقاذه الإنسان من مخالب الشر والشيطان، وما زال صوت السيد المسيح وخطابه للحواريين يقرع أسماعنا".
واكد أن "الرسالة التي حملها الرسل والأنبياء هي واحدة لما تمثله من أصول وقد راعت بقوانينها وأحكامها واقع الانسان وما يجري عليه من تطور يختلف باختلاف الأزمنة، وهذا يؤكد على وحدة العيش بين اتباع الديانات السماوية، فالحب والرحمة هما جوهر رسالة السماء الواحدة".
وأشار يزبك إلى أن "لبنان كان السباق في الحوار والتفاهم والتعايش بين اللبنانيين، وهذه الثروة يجب التمسك بها، وهي تجربة غنية للانسانية كلها، وقضية التعايش في لبنان يجب أن تبقى لأنها ثروة وغنى في لبنان".
ولفت الى أن "الطائفية السياسية لا تزرع إلا الحقد والحسد، بعيدا عن تعاليم السماء، ومشكلتنا تكمن بأننا تركنا الطائفة واستبدلناها بالطائفية، ولذلك نعيش المحنة، ولا خلاص لنا إلا بالعودة إلى رسالات السماء، وما تمثله من قيم إنسانية وأخلاق واعتراف بالآخر، ودعوة إلى الحوار بكل موضوعية، وإلى تشابك الأيدي للبناء ومكافحة الفساد والمفسدين، فالمفسد لا دين له ولا هوية".
وأكد أنه "تحمل أهلنا كل أصناف الإهمال والحرمان المتواصل، حتى وصلت المنطقة إلى ما وصلت إليه من تشويه لسمعتها، ولكن الدولة لم تبادر لمعالجة الأسباب، بل حولت المنطقة إلى سجن كبير. ولا يجوز أن نبقى نلعن الظلام ولا نعالج المشكلة".
واعتبر أن "العالم اليوم على كف عفريت، هناك حروب وتهديد وتحريض ومؤامرات وفتن، ولكن لبنان سيبقى بجيشه ومقاومته وشعبه قادرا على ان يقلب المعادلة، ويقلب السحر على الساحر. وعلى أبواب الميلاد المبارك نتمنى ان تزف بشرى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لتنهض بالبلد وتخرج البلاد من المحنة، وبأن يكون عيد الميلاد ميلاد الوطن والإنسانية، وأملنا بأن تكون السنة المقبلة سنة خير على اللبنانيين جميعا".