يا سيدي ايها الطفل الغريب وقبل ان تبهرك اخبار وصرخات الذين يدعون انتظار مجيئك لكي يفرحوا ويسرّوا، اسمع مني بعض كلمات وفيها الكثير من المناجاة التي تقول لك الى اين انت آتٍ...
سيدي ارجوك حين تأتي هذه السنة الينا لا تزور المعابد والاديرة والقصور، وحتى لا تذهب الى المنازل، انما ادخل الى قلوب الارامل وامهات الشهداء والى قلب ذلك الوالد الذي فقد ولده، والى عيون اطفال امتنا المشردين خارج ارضهم وضيعهم وقراهم... وقل لهم جميعا انك هنا فقد ملّوا الانتظار... سيدي اولئك الذين اوكلتهم هذه المهمّة ويتكلّمون باسمك هنا في هذا المشرق المعذب، معظمهم باعوا انفسهم لبهرجة السلطة، التي حذرتنا منها فلها التمجيد والكراسي والاراضي اما اخوتك الفقراء فلهم السماء يلتحفونها والارض يأكلون ما تبقى لهم من خيراتها...
سيدي ارجوك اعتقنا وخلصنا، فقد تعبنا العمر كله ولم نصطد الا الخيبات والصدمات والالم... سيدي حررنا من التزاماتنا التي وضعتها لنا، يبدو ان شعبك لا يرغب الا بهيرودس حاكما له او بيلاطس يغسل يديه من كل الآثام المرتكبة من حوله... وانت فرضت علينا المحبّة شرعة والتواضع مسار حياة وطريقة عمل...
سيدي هناك من يموت كل يوم من دون سبب، إلا لأنه وعلى مثالك قال نعم للنعم ولا حينما ينبغي أن يقول لا... لا للظلم وللفقر والمستبد، لا للقتل ولا للانانية التي تقضي على ما تبقى من جماعتك في هذا الشرق...
سيدي علّمنا ان ننتفض وان نثور من جديد، هناك من صادر الثورة القديمة وسجنها في قصر مصالحه وبين دفاتر الذين صرخوا بوجهك يوما اصلبه اصلبه... سيدي علمنا أن نثور من جديد، فشهود الزور اولئك الذين يفركون ايديهم من اجل منصب او كرسي ضحّوا برفاقهم وتركوهم بأمر مباشر من الشبح الحاكم والناهي الآمر...
سيدي تعبنا العمر كله، لذلك وقبل ان تذهب بعيدا في عمليّة الخلاص التي لا تنتهي دعنا نرى في مجيئك بصيص نور يقودنا الى تلك الثورة، التي تنطلق من ذواتنا لتشع على عالم يحتاج الى نقاء وصدق وإخلاص اكثر من حاجته الى بَهْوَراتٍ وكذب وشهود زور يقفون امام بيلاطس فاغري الفم مصفّقين...
سيدي، لم نتعود يوما ان نأكل من الفتات الذي يتساقط من مائدة الزعماء، لاننا آمَنّا باننا احرار، وبانك محررنا، فارجوك لا تخيّب ظنّنا، يكفينا ما نتعرض له يوميا من خيبات أملٍ لا تنتهي... لذلك علّمنا ان نثور مجدّدا لكي يبقى لك منازلَ مضاءة في هذا المشرق المظلم...