افادت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قرر بالاتفاق مع قادة الائتلاف الحكومي الذهاب إلى انتخابات مبكرة في التاسع من شهر نيسان المقبل، بدلاً من تشرين الثاني منعاً لأزمة حكومية جديدة مع الحريديم أو اليهود الأصوليين على خلفية وجوب تمرير قانون لتجنيدهم في الجيش، ثم على خلفية خوفه من إمكانية قيام المستشار القانوني بإصدار توصية بمحاكمته بتهم الفساد والرشوة"، مشيرة الى أنه "تقصَّد تبكير موعد الانتخابات على أمل أن يسبق قرار المستشار القانوني إضافة إلى أن الائتلاف يعاني منذ استقالة وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان من منصبه من هشاشة وخلافات تهدده بالسقوط في أي وقت".
وشددت على أن "تبكير موعد الانتخابات كما يعتقد نتانياهو يمنحه فرصة لتعزيز موقفه في مواجهة المعارضة المتمثلة في المعسكر الاسرائيلي الذي يستهدفه من خلال التهم الموجهة إليه ويسعى إلى إقصائه، وهو ما يأمل أن ينعكس تعاطفاً شعبياً في الانتخابات من خلال تقديم نفسه ضحية، إضافة إلى التركيز على الإنجازات السياسية التي تمثلت باعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل ونقل السفارة إليها، وكذلك أستراليا مؤخراً، ثم الاختراقات الدبلوماسية التي حققها في المنطقة وبعض دول العالم، والتي تعزز من حظوظه".
ونقلت الصحيفة عن مصادر إن "نتانياهو يعتقد أن خطوة تبكير الانتخابات ستحول دون عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أوج المعركة الانتخابية "صفقة القرن"، أو خطة الإملاءات الأميركية لحل القضية الفلسطينية وسيجنبه ذلك القيام بأية خطوة غير مرغوب فيها شعبياً"، لافتة الى أن "بعض العرب والفلسطينيين دأب على المراهنة على أن أية انتخابات إسرائيلية أو أميركية سوف تأتي بجديد أفضل من القديم، أكثر تفهماً لحقوق الفلسطينيين، وأقل تطرفاً وعنصرية"، معتبرة أن "ما كان يتحقق هو العكس تماماً، والانتخابات الإسرائيلية المبكرة لن تأتي بحمائم إنما بمجموعة صقور من نفس طينة الحكومة الحالية وربما أكثر سوءاً وأشد تطرفاً"، مضيفة: "تشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع "واللا"، إلى أن حزب الليكود بزعامة نتانياهو سيحافظ على قوته ويحصل على 30 مقعداً، وتحصل قائمة رئيس الأركان السابق بيني غانتس على 13 مقعداً، ويحصل حزب "يش عتيد" على 12 مقعداً حالياً 11 مقعداً، يليه "البيت اليهودي" 11 مقعداً 8 مقاعد حالياً، فيما تهبط القائمة العربية المشتركة من 13 إلى 12 مقعداً، ويحصل "المعسكر الاسرائيلي" بزعامة تسيبي ليفني على 9 مقاعد فقط بدلاً من 24 حالياً، ويحصل "يهدوت هتوراه" على 7 مقاعد (حالياً 6)، وميريتس على 6 مقاعد ( حالياً 5)، فيما يحصل حزب "كولانو" برئاسة وزير المالية موشي كحلون على 6 مقاعد (حالياً 10)، أما حزب "إسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان فيتراجع من 6 مقاعد إلى 5، وتحصل قائمة عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس على 6 مقاعد، وحزب «شاس» يحصل على 4 مقاعد بدلاً من 7 مقاعد حالياً".
ورأت الصحيفة أن "هذا يدل على أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تتقدم شعبياً وتعزز مواقعها، وبذلك يمكن لنتانياهو أن يعيد تشكيل حكومة بأكثرية مريحة، خصوصاً إذا ما ضم إليها نواب يني غيتس وابيكاسيس، وهي لا شك ستكون أكثر تطرفاً، وأشد عداء للفلسطينيين والعرب"، مضيفة: "بمعنى آخر، لا تسوية، ولا مفاوضات، ولا تنازل، ولا دولة فلسطينية بل المزيد من التطرف والعدوانية والتوسع والاستيطان".