أصدرت الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري، بيانا أكّدت فيه ان أرض لبنان خزّان طبيعي للمياه، وحان الوقت لإدارة سليمة للمياه الجوفيّة، وكشف البيان ان تتميّز معظم أراضي لبنان بالطبقات الصخرية الكارستية ذات النفاذية العالية، ما يجعل من المياه الجوفيّة الثروة المائية الوطنيّة الأكبر. وتغطّي مرتفعات جبل لبنان أغوارٌ وتلال تصل فيها نسبة تغذية المياه الجوفية في بعض الأحيان إلى 90% من إجمالي المتساقطات، إذ تتميّز هذه المساحات الشاسعة بانسياب سطحي محدود وبتسرّب سريع للمياه إلى جوف الأرض مع ذوبان الثلوج. وقد أظهرت دراسات برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) ومعهد العلوم الجيولوجيّة والموارد الطبيعية في ألمانيا (BGR) أنّ الإدارة الحاليّة للمياه الجوفية في لبنان سيّئة جداً." واضاف البيان ان المؤسسات المعنيّة بالمياه ما زالت تهمل هذا القطاع وتتركه للفساد والإستثمار العشوائي والتلوّث واحتكار الشركات الخاصّة، فيما تلجأ إلى استدانة مليارات الدولارات لبناء سدود مخالِفة للمعايير البيئية ولا تتلاءم مع طبيعة لبنان الجيولوجية ووضعه الإقتصادي.
واعتبرت الحملة الوطنية أنّ الإدارة السليمة للمياه الجوفيّة هي ضروريّة لضمان الأمن المائي للبنان، مقترحة للحفاظ على مرج بسري الحلول التالية: إنشاء مناطق حماية للمياه الجوفية (لا يوجد حالياً اي منطقة حماية في لبنان). - تحسين إدراة استخدام الاراضي وزيادة المساحات الخضراء لتحفيز التغذية الطبيعيّة للمخازن الجوفيّة - تحسين إدراة مياه الصرف الصحي لحماية المياه الجوفيّة من التلوّث- بناء شبكة أحواض تخزين جماعية صغيرة ومتوسطة الحجم في المدن والمناطق، تمتلئ بالمياه الجوفية والينابيع الخاضعة لمراقبة دائمة، وتؤمّن التوزيع العادل والمتواصل للمياه على مدار السنة - إصلاح الإدارات المحلّية المسؤولة عن قطاع المياه، وإنشاء إدارة مركزيّة جديدة للمياه تكون منفصلة عن وزارة الطاقة التي أثبتت فشلها في إدارة هذا القطاع - ترميم شبكة المياه المهترئة وضبط الهدر - إصلاح نظام تعرفة المياه وتركيب عدادات ذكيّة - إحصاء ومراقية الآبار، ضبط التعديات ووقف احتكار الشركات الخاصة - دراسة وتنفيذ مشاريع التغذية الإصطناعيّة (artificial recharge) للمخازن الجوفيّة.