أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" محمد خواجة أن لا معطيات إيجابية تؤشر على اقتراب تشكيل الحكومة خلال وقت قصير، مشيرا الى أن زخم المفاوضات يُفترض ان يعود بعد فترة الأعياد ومع بداية العام المقبل، مشددا على ضرورة أن يكون للبنان حكومة تسبق موعد انعقاد القمة الاقتصاديّة لكي لا نظهر وكأننا دولة منقسمة على نفسها لا تستطيع إدارة شؤونها، متطرّقا الى الملف الإقليمي بعد الانسحاب الاميركي من سوريا، معتبرا أن هذا الانسحاب هو بداية تعافي الدولة السورية.
الزخم الحكومي بعد الأعياد؟
خواجة وفي حديث لـ"النشرة" رأى أن التواصل بين المعنيين بتشكيل الحكومة لم يتوقف ولكن لا يوجد أي نشاط يُذكر في هذا الملف، مشددا على أنه أمام التجارب الماضية التي اطاحت بالولادة الحكوميّة قبل موعدها بساعات يصبح من الصعب التنبؤ بموعد هذه الولادة المنتظرة، او حتى الحديث عن تفاؤل ما في هذا الإطار، لافتا النظر الى اننا اذا وصلنا الى موعد انعقاد القمة الاقتصادية في لبنان بلا حكومة فسينعكس هذا الأمر سلبا على كل المستويات، ولا سيما المعنويّة منها اذ سيظهر لبنان كبلد منقسم على نفسه وفيه خلافات عميقة منعت تشكيل الحكومة بعد مرور 8 أشهر على الانتخابات النيابية، الى جانب الاستحقاقات الأخرى التي لها علاقة بمؤتمر سيدر وغيره، اذ أن عدم تشكيل الحكومة سيُخفض مستوى الثقة بلبنان، وسنكون كمسؤولين قد قصّرنا كثيرا بحق بلدنا ولا نستأهل مساعدة الآخرين لنا.
واضاف خواجة: "انا أرى ان العنصر الخارجي المعطّل لتشكيل الحكومة اذا كان موجودا فهو العنصر الاضعف، اذ أن التجارب أثبتت اننا نعاني من مشكلة حكم ونظام، والدليل اننا مع كل استحقاق وطني سواء انتخابات رئاسة او تشكيل حكومة او انتخابات برلمانيّة نضع البلد امام أزمة وطنية كبرى وهذا يدل على اننا نعيش بظل أزمة نظام"، مشددا على أن الحل الحكومي يكون باعتماد المبادرة الأخيرة التي تقوم على تمثيل "اللقاء التشاوري" من خلال الاسماء التي اختارها على أن يكون الوزير المعني عضوا باللقاء المذكور.
بداية تعافي سوريا
في سياق منفصل، رأى خواجة أن الانسحاب الاميركي من سوريا غير واضح الأسباب بعد، ولكنه واضح النتائج، وأنتج مستفيدين ومتضررينمنه. واضاف: "كان في المنطقة مشروعين اثنين، وكانت سوريا ساحة من ساحات الصدام، بين مشروع اميركي-اسرائيلي له حلفاء في الاقليم، ومشروع محور المقاومة أو جبهة المقاومة التي لها حليف تتقاطع معه بأمور هو روسيا ولا تتقاطع معه بالصراع مع اسرائيل، الذي تقف فيه روسيا موقفا حياديا"، مشيرا الى أن المشروع الثاني انتصر منذ عام تقريبا وباتت تظهر تباشير الانتصار اليوم.
واذ اشار الى أن التحليلات التي تلت خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سوريا كثيرة ومتنوعة، أكد أن الوجود الأميركي كان بشكل أو بآخر ليمنع تظهير الانتصار السوري، وكان لناحية تواجده على الخريطة يهدف لسد طريق التواصل بين ايران، العراق، سوريا فلبنان، مشددا على أن سوريا هي المستفيد الأول والاكبر من هذا الخروج وللمحور الحليف لها خصوصا إيران. وقال: "أيضا روسيا من المستفيدين كونها أكّدت قوتها في منطقة الشرق الاوسط الأمر الذي سيجعل كل حلفاء أميركا في المنطقة يبحثون عن وسيلة للتواصل معها كونها أصبحت من المقررين في قضايا المنطقة.
أما بما يخص بعض المتضررين، فاعتبر خواجة أن الاكراد خسروا حليفا وهميا، وانتهى حلمهم بإنشاء دويلة كردية، الأمر الذي استفادت منه تركيا الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية، مشيرا الى أن اسرائيل من اكبر المتضررين كونها حاولت دائما ربط الانسحاب الأميركي من سوريا بانسحاب ايران وحزب الله منها الا أن هذا الأمر لم يحصل، كذلك كانت اسرائيل من أبرز المستفيدين من الحرب السوريّة وبالتالي لم تعد مستفيدة.