شدّد السيد علي فضل الله على اعتماد الخطاب الدينيّ الجاذب للناس، والمتّسم بالموضوعية، والقادر على الاستجابة لحاجات الشباب وتقديم الأجوبة على أسئلتهم المعقّدة، داعياً إلى العمل لاستعادة دور المساجد في الإشعاع العلميّ والثقافيّ، لا في الصَّلاة وحدها.
واستقبل سماحته وفداً من الهيئة العليا لإدارة اللجان الثقافية في المساجد في الجمهورية الإسلامية في إيران، برئاسة مستشار وزير الإرشاد الإيراني الشيخ الدكتور حبيب رضا أرزاني، ورافق الوفد المستشار الثقافي الإيراني في لبنان محمد مهدي شريعتمدار.
وقد وضع أرزاني سماحته في أجواء عمل الهيئة على المستوى الثقافي داخل المساجد في إيران، والنشاطات الثقافية المتعددة التي تقوم بها، مشيراً إلى حركتها المؤثرة في حوالى 80 ألف مسجد في إيران.. وشدَّد على العمل لإقامة علاقة وثيقة مع الشعب اللبناني، من خلال التعاون مع المنابر الثقافية في لبنان، "لنستفيد من تجاربهم ويستفيدوا من تجاربنا"، مشيداً بالدور الكبير للمرجع السيد فضل الله ومؤسَّساته في التأسيس لثقافة حوارية منفتحة على مستوى المنطقة.
من جهته، أشار سماحة السيد علي فضل الله إلى أهمية التعاون الثقافي على مستوى نشر ثقافة الوعي والحوار والانفتاح في مواجهة ثقافة التعصّب والانغلاق التي يُراد للمنطقة العربية والإسلامية أن تختنق بها، مؤكّداً ضرورة استعادة دور المساجد بمعناها الحركي المنفتح، حتى تكون مصدراً للعلم والثقافة والإشعاع، لا مكاناً للصَّلاة فقط، داعياً إلى العمل لإعادة الناس إلى المساجد بعد الانحسار عنها، حتى يعمّقوا ثقافتهم الروحية والعلمية والجهادية بما يتناسب مع أصالة الإسلام وانفتاحه.
ورأى سماحته أنَّ الخطاب الدينيّ له دوره الكبير في جذب الناس أو تنفيرهم، داعياً إلى تضافر جهود الجامعات والحوزات والمراكز الثقافية والمساجد لبناء خطاب ديني معاصر يتفاعل مع التحديات التي تواجه الشباب ولا يبتعد عن أصالة الإسلام وروحيته، مشيراً إلى أنَّ الفكر المضادّ يطرح الكثير من الأسئلة الجديدة المعقّدة التي تترك آثارها السلبية لدى الشباب والمجتمعات المتدينة، مؤكّداً أنّ الأجوبة عليها تستوجب إعداد خطباء يتّسمون بالعلمية والموضوعية والثقافة الواسعة وسعة الصدر، وكل ذلك لا بدَّ من أن يستند إلى برنامج حوزويّ وثقافيّ يأخذ بعين الاعتبار أساليب العصر وتحدّياته.
وأكّد ضرورة السّعي لتعميق الوحدة الإسلامية فكرياً وثقافياً، وفي الجوانب العملية، ومواجهة كل مسعى للإيقاع بين المسلمين، مشيراً إلى خطورة الانجرار وراء الأساليب التي تثير الفتنة في الواقع الإسلامي.