تعدّ الإحتفالات بعيدي الميلاد ورأس السنة محطّة أساسية لتحريك عجلة الإقتصاد اللبناني الذي يعاني جموداً منذ مدّة، وحتى الامس القريب لم يكن يبدو أن الإحتفال بهذه المناسبات هذا العام سيشبه السنوات الماضية لناحية الحجوزات والتسوّق وغيرها من الأمور التي تؤدي الى تحريك العجلة الاقتصادية، وهنا يبقى السؤال: كيف إنعكست ليلة رأس السنة وموسم الأعياد بالإجمال على الاقتصاد اللبناني؟.
توافد السوّاح أساسي
"سنة 2018 كانت سنة متعبة بالإجمال والحجوزات في المطاعم وحتى تاريخ 27 كانون الأول كانت بطيئة". هذا ما يؤكده نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي، لافتاً عبر "النشرة" الى أنه "وبعد هذا التاريخ تفاجأنا بأهمّ هديّة الا وهي توافد الخليجيين بأعداد كبيرة الى لبنان"، مشيراً في نفس الوقت الى أن "الحجوزات التي قاموا بها مستمرّة حتى الثالث من كانون الثاني وهذه المسألة تؤدّي الى تحريك العجلة في المطاعم والملاهي التي عانت الأمرّين حتى عيد الميلاد". أما نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر فيعتبر أن "التحسّن في فترة الأعياد يقتصر فقط على رأس السنة، ويمكننا اعتبار أنه وفي ظل المشاكل التي نمر بها وعدم تأليف حكومة كان الوضع ممتازاً"، مشددا على أن "الحركة اقتصرت على السائح العراقي والاردني والمصري أما أعداد الخليجييين فلا تزال متواضعة".
أسعار المطاعم عادية!
أما فيما خصّ اللبنانيين، يلفت الرامي الى أن "نصف المطاعم وحتى في ليلة رأس السنة كانتà La Carte والحركة فيها كانت جيدّة، خصوصا وأن أصحاب المطاعم باتوا يدركون أن غلاء الاسعار في هذه الليلة لم يعد يجلب الزبائن"، مؤكدا في نفس الوقت أن "الخليجيين الذين قصدوا لبنان لم يكونوا أشخاصا عاديين بل من أهمّ الأشخاص الذين لم يقصدوا لبنان في هذه الفترة ربما منذ أكثر من عشر سنوات". بدوره بيار الأشقر يشير الى أنه "وإذا أردنا إجراء مقارنة مع السنوات الماضية وتحديدا عامي 2009 و2010 التي كان فيها لبنان مزدهراً فلا زلنا أدنى من المعدّل لناحية المداخيل بـ35%"، متمنياً أن "تتشكّل الحكومة بأسرع وقت وتزيل السعودية كما أعلنت على لسان سفيرها الحظر عن مجيء السوّاح الى لبنان وعندها ستتحرك العجلة الاقتصادية طبعا".
عمل أسبوعين يوازي شهرين
الى ذلك، تبقى العين على تحرّك الوضع الإقتصادي في هذين الاسبوعين وفي فترة الأعياد. وهنا يشرح الخبير الاقتصادي غازي وزني عبر "النشرة" أنه "وفي الخمسة أيام الأخيرة من عام 2018 كان واضحاً أن المطاعم امتلأت والحركة في الفنادق كانت ناشطة"، مؤكدا أن "العمل في هذين الاسبوعين يوازي أكثر من شهرين ونصف، وهذا دليل على أن القطاع السياحي لديه ميزة خاصة، ويتأثر بالاجواء الداخليّة التي تنعكس عليه فوراً"، معتبرا أن "التحسّن بالانفاق الاستهلاكي في المطاعم والفنادق مصدره السوّاح الذين حضروا من خارج لبنان"، وأسف أن "يكون هذا الاستهلاك موقّتاً، لأنه وعند مغادرة القادمين من الخارج يعود كلّ شيء كما كان سابقاً".
إذاً، حرّك عيد رأس السنة مع قدوم السوّاح الى لبنان عجلة الحركة الاقتصادية ولو بشكل جزئي، لتبقى الانظار متجهة نحو تشكيل الحكومة التي من شأنها أن تحرك العجلة الاقتصادية بشكل فعلي!.