لفت سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور خلال إقامة السفارة حفل استقبال بمناسبة ذكرى الانطلاقة الرابعة والخمسين للثورة الفلسطينية "يوم فلسطين" إلى "أننا نحيي هذه الذكرى اليوم في لبنان الشقيق الساطع بتاريخه وحضارته، والمتألق بطبيعته وشعبه الأبي، والمتأنق بأرزه الراسخ شموخا، والمتجذر إشعاعا ومدنية كواحدة من أبرز حضارات هذا الشرق. وليست مفارقة على الإطلاق أن يحظى هذا البلد بالمكان والمكانة الكبرى لدى الفلسطينيين، بسبب الجوار الجغرافي، والتشابه التاريخي والحضاري، وعلاقات القربى والنسب."
وأشار إلى أن "جميعنا يعلم أن الحدود لم تكن موجودة بين لبنان وفلسطين إلى عهد ليس ببعيد، عهد ما قبل النكبة، والتي وصفها فخامة الرئيس العماد ميشال عون في كلمة له، إن مأساة فلسطين والتي بدأت مع وعد بلفور هي الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم اللبناني، ومحذرا مؤخرا من السعي إلى إيجاد حلول غير عادلة وغير مقبولة لتوطين الفلسطينيين حيث هم، معتبرا أن هذا الأمر إذا ما حصل سيكون أكبر مجزرة للعدالة في العالم. الذاكرة الفلسطينية ما زالت إلى يومنا هذا تزهو بأسماء لبنانية كثيرة لها فضل كبير في ساحات فلسطين نضاليا وثقافيا بذلا وعطاء قل نظيره".
واضاف دبور "واستطرادا كان للفلسطينيين قبل النكبة وبعدها دور كبير في لبنان أيضا، فقد أسهموا في النهضة العمرانية، والاقتصادية، والثقافية، والفكرية، والفنون التشكيلية، والموسيقية، والصحافية، فلطالما شهدنا أسماء فلسطينية عديدة ازدانت بها هذه المجالات. ولا أغالي حين أقول إن الفلسطينيين في لبنان أصدروا ما بين الأعوام: 1952 - 2006 ما يزيد عن 120 صحيفة ومجلة ونشرة"، مشيراً إلى "أننا استطعنا أن نتجاوز معا المخاطر والصعوبات وخاصة في ظل ما شهدته المنطقة من تحولات تاريخية، وما مر به لبنان في تلك المرحلة الدقيقة والحساسة مقتدين بالرؤية التي عبر عنها فخامة الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان، وبتوجيهاته الحكيمة، التي جنبتنا الدخول في تجاذبات إقليمية، برفض أي محاولة لإقحامنا في اقتتال داخلي، ومنعها بكل ما أوتينا من قوة، ومنع حرفنا عن مسار قضيتنا العادلة. فالفلسطينيون ضيوف في لبنان إلى حين عودتهم المؤكدة إلى وطنهم فلسطين، فلنرسخ الأواصر، ونوطد العلاقات اللبنانية الفلسطينية، لما فيه خير ومصلحة لبنان وفلسطين."
واكد أن "شعبنا الفلسطيني في لبنان ملتزم بترسيخ هذه الرؤية في احترام القوانين والأنظمة اللبنانية، والالتزام بتعزيز الأمن والاستقرار، ولن تكون المخيمات إلا حاضنة لحق العودة، ورفض كافة المشاريع المشبوهة التي تهدف للنيل من حقنا المشروع بعودتنا إلى أرضنا الفلسطينية"، مشيراً إلى "أننا سنظل نحفظ للبنان مواقفه المشرفة تجاه شعبنا وقضيتنا، مسجلين للبنان بأطيافه كافة أسمى مشاعر التقدير والامتنان. فتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تبقى من الأولويات المشتركة والثابتة لبنانيا وفلسطينيا، وأملنا كبير بإصدار المراسيم التطبيقية للقوانين من قبل الحكومة اللبنانية والتي أقرها البرلمان اللبناني في العام 2011، والمتعلقة بالعمل، والخاصة باللاجئين الفلسطينيين. وهنا نؤكد على ثقتنا بحكمة القيادات والمرجعيات اللبنانية بقدرتها على إنجاز تشكيل الحكومة العتيدة في أقرب وقت، لما فيه مصلحة لبنان؛ لأن لبنان المعافى والقوي هو قوة لفسطين وقضيتها".
وشدد على ان "ما يتعرض له مشروعنا الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة وبخاصة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وما يتم الإعلان عنه بمحاولات تحويل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والعمل على إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنروا، ومحاولات فرض مشاريع وصفقات ما هي إلا حلقة استكمالية لتمكين وإنجاز المشروع الصهيوني، وما أسس لأجله، والذي يراد من خلاله شطب القضية الفلسطينية"، مؤكداً أن "كل ذلك لن يغير الحقيقة، ويقوض حقنا الطبيعي في أرضنا، فلن نتنازل أبدا عن ثوابتنا الوطنية، وحقوقنا المشروعة، ففلسطين وطننا، ولا وطن لنا إلا فلسطين، والقدس عاصمتنا، ولم يولد أحد، ولن يولد بعد الفلسطيني أو العربي الذي يمكن أن يساوم على القدس، والعودة حقنا الثابت، ولا يتخيل أحد أن أحدا منا يمكن أن يفرط بحبة رمل من ترابها. عهدنا أن نبقى ملتزمين المبادئ، أمناء على القسم، معتصمين بحقنا، لا يساورنا شك، أو ينتابنا وهن، صامدين في وجه التحديات".