ثمن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف خلال إقامة مأدبة عشاء على شرف السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان "مواقف جمهورية الصين الشعبية تجاه بلادنا"، مشدداً على أن "الصين أدّت دوراً محورياً الى جانب روسيا الاتحادية لكبح جماح سياسات الهيمنة الغربية التي عرّضت الأمن والسلم الدوليين للخطر، من جراء دعم الإرهاب والتطرف، والاعتداء على سيادة الدول خلافاً للقوانين الدولية التي تؤكد احترام سيادة الدول".
ولفت إلى "أننا نحفظ للصين الشعبية وقفتها إلى جانب الحق واحترام سيادة الدول، من خلال استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن بوجه مشاريع قرارات تستهدف تشريع الحرب الإرهابية الكونية على سوريا، وهذا الموقف الصيني المشرف، هو مدعاة تقدير من قبلنا وكل شعبنا الذي واجه الارهاب والتطرف"، مشيراً إلى أن "الحرب الارهابية الكونية التي استهدفت سوريا هي حرب ضد كل قوى ودول المقاومة، وإن صمود سوريا رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً ونسوراً ومقاومين، بدعم من الحلفاء، أسقط أهداف الحرب الكونية، وها نحن نشهد انتصار سوريا على الإرهاب والتطرف وعلى مشاريع التفتيت والتقسيم، وهذا الانتصار خلق معادلات جديدة ليس على مستوى المنطقة وحسب، بل على المستوى العالمي".
وأكد أن "الصين قوة اقتصادية كبرى، وهذه القوة التي تتقدّم بثبات في الاقتصاد، هي دولة متقدّمة في السياسة للوصول الى عالم جديد مرتكزه قيم الحق والحرية، ونحن سعداء حين تتكرّس معادلات الحق، لأن حقنا ثابت وراسخ في تحرير فلسطين كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني".
من جهة أخرى، لفت الناشف إلى أن "العاصفة التي تضرب لبنان في هذه الأيام، ستنحسر بعد أيام، وهذا هو قانون الطبيعة، لكن ما هو غير طبيعي العواصف "السياسية" التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة، وتبقي البلد غارقاً في الأزمات والمشكلات والناس مثقلة بالمعاناة"، مشيراً إلى أن "المصلحة الوطنية للبنان، تتطلب الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بثقة كل القوى السياسية، وليس حكومة حصص منتفخة طائفياً وجهوياً، ولذلك نجدّد التأكيد، بأن حكومة الوحدة الوطنية، تعني تمثيل القوى اللاطائفية، وفي مقدمها الحزب القومي"، مشدداً على "اعتماد المعيار الوطني قاعدة لتشكيل الحكومة، وأن يتخلى البعض عن الكيدية السياسية والاستئثار المذهبي".
وعن القمة العربية الاقتصادية قال الناشف: "للأسف البعض في لبنان يقارب بخفة، ويتعاطى بعدم مسؤولية مع مسائل أساسية تتصل بمصالح لبنان واللبنانيين، كخروج بعض الأصوات التي تطالب بعدم دعوة سوريا للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية التي من المفترض عقدها في بيروت"، مشيراً إلى أن "لبنان الرسمي معني بأن يضغط بكافة الوسائل وعلى جميع الصعد، ليمسك بزمام دعوة سوريا للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية، لأن لا قيمة، ولا مصلحة للبنان من دون مشاركة سوريا".
أضاف: "بين لبنان وسوريا علاقات مميّزة نصّت عليها معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، واتفاقات مشتركة على كل الصعد، ولبنان معني باحترام هذه العلاقات المميزة وتزخيمها تحقيقاً لمصالحه، لا أن يبقى خاضاً لإملاءات القطيعة مع سوريا، وبصورة نافرة وغير مبررة"، مشيراً إلى أنه "في ظل عودة دول عربية عديدة إلى سوريا من بوابة التمثيل الدبلوماسي ومن بوابات أخرى عديدة، فإنه من الحكمة والمصلحة مغادرة سياسة النأي التي انتهجت بناء لرغبات بعض الدول العربية التي دعمت المجموعات الإرهابية وكانت لها أياد سوداء على سوريا، وأن يمارس لبنان ضغطاً قوياً لكون القمة تعقد على ارضه، بما يؤدي إلى دعوة سوريا".
وتابع: "إذا كانت جامعة الدول العربية هي التي تقرر الدعوات، فهذا لا يلزم لبنان بأن يتخلى عن مصالحه وعلاقاته المميزة بسوريا، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يستمر لبنان بـ "النأي" في وقت يذهب بعض العرب الى سوريا بعد فشل مخططاتهم ومشاريعهم".