اشارت "الاخبار" الى ان السجال الذي اندلع بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير السابق وئام وهاب ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان أرسلان الأسبوع الماضي حول أزمة وجود مشيختي عقل في الطائفة، الشيخ حسن من جهة والشيخ ناصر الدين الغريب من جهة ثانية. ولفتت الى أن السبب هو بيان صادر عن المرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ، يطالب فيه بـ"إعادة مشيخة العقل إلى أهلها". بيان الصايغ، حمّال أوجه، إلّا أن ما يحكى عن خلافات بين المرجعية الدينية والشيخ نعيم حسن ومن خلفه جنبلاط، يقطع الشكّ بأن البيان موجّه ضد جنبلاط مع اقتراب موعد بلوغ حسن سنّ التقاعد. وفيما يتكتم المعنيون على الأسباب الحقيقية للخلاف، إلا أن ما يدور في أوساط الحزب التقدمي الاشتراكي، هو اتهامات للشيخ أكرم الصايغ شقيق المرجع الروحي، بالتواصل مع سوريا، في محاولة للتمايز عن مواقف جنبلاط الذي يحاول فرض العداء مع سوريا على كل أبناء طائفته في لبنان، على الرغم من التحولات الإقليمية. وهو بالمناسبة ليس موقف الصايغ فحسب، إذ إن مسألة إعادة التواصل مع الدولة السورية باتت أمراً تنشغل فيه أوساط المشايخ، مع انتقاد موقف جنبلاط الذي "يتمسّك بمواقف خاصة على حساب مصلحة الطائفة بنظر هؤلاء".
وزاد الطين بلّة، ما يحكى عن طلب السفير السعودي وليد البخاري طلب موعد لزيارة الصايغ، إلّا أن الزيارة لم تتم، وبدل ذلك قام البخاري برفقة السفير الإماراتي حمد الشامسي بزيارة الشيخ علي زين الدين، بحضور جنبلاط وعدد من نواب الاشتراكي.
وفيما يعترض أرسلان ووهاب على تماهي حسن مع جنبلاط في غالبية المواقف السياسية والداخلية، ولا سيّما بعدما أوفد حسن بأمر من جنبلاط مجموعة من القضاة إلى سفارات الدول الكبرى لتحريضها على تدخّل دولي في سوريا تحت عنوان "حماية الدروز"، تتجه الأنظار يوم الأحد إلى بلدة الجاهلية، حيث يقيم حزب التوحيد العربي ذكرى أربعين محمد أبو ذياب، وسيلقي كل من أرسلان ووهاب كلمتين بالمناسبة، في أول زيارة لأرسلان إلى الجاهلية منذ مدّة طويلة. ومن المتوقّع أن يرفع الثنائي سقف المواقف السياسية لناحية رفض استئثار جنبلاط بمؤسسات الطائفة الدرزية والعلاقة مع سوريا.