أكد العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، أن "العاصفة الّتي ضربت لبنان قبل أيام أظهرت مدى الهشاشة والاهتراء في البنى التحتية التي كان من المفترض أنها أُعدّت سابقاً لمواجهة أيّ عاصفة مرتقبة أو حدث طبيعيّ طارئ، وإذ باللبنانيين أمام مشاهد الجسور المشقّقة، والطرقات التي تغرق فيها السيارات أو تتراكم عليها الأتربة والصخور، وأمام طوفان المياه الآسنة المختلطة بمياه الأمطار، والتي تدخل البيوت والمحال التجارية والساحات العامة.
وأوضح أن "العاصفة كشفت الكثير من العورات في التلزيمات والمناقصات الّتي كانت تجري بالتراضي أو بناءً على محاصصات، وبدلاً من أن يدعو ذلك إلى المبادرة لإخضاع الجهات الّتي قصَّرت في التنفيذ، أو التي لم تحسن القيام بواجبها للتحقيق والمحاسبة، شهدنا تقاذفاً في التهم، ورمياً للمسؤوليات من الوزارات على بعضها البعض، أو بين البلديات والوزارات، لتعود الأمور إلى ما عهدناه في لبنان"، مشيراً إلى أنه "من المفارقات أمام هذا الواقع المؤلم، أنَّ من هم في مواقع المسؤولية في الدولة يُلقون باللائمة على الدولة نفسها ويتّهمونها بالتقصير".
ودعا فضل الله القوى السياسية إلى "تحمل مسؤولياتها في إخراج البلد من أزمته الراهنة، فلا يكفي أن يستمر الرهان على أنَّ البلد لن ينهار لأنَّ دول العالم لا تريد له ذلك، فلن يسهر أحد على عدم انهيار الوطن إذا كفَّ أبناؤه عن القيام بهذا الدور".
وشدد فضل الله على "أهمية انعقاد القمة العربية الاقتصادية، بما يعزز موقع لبنان في العالم العربي، ويعطي المناعة لاقتصاده، ولكننا نحذر من أن تكون هذه القمة سبباً للانقسام في الداخل اللبناني، فاللبنانيون بالغنى عن كلّ أمر يؤدي إلى زيادة الشرخ فيما بينهم، في وقت هم أحوج ما يكونون إلى ترميم الخلافات القائمة"، مشيراً إلى أن "القمة ستجري من دون الدولة السورية، وبحضور ليبيا التي لم تتحمَّل السلطات الجديدة فيها مسؤولية الكشف عن الغموض المستمرّ حول جريمة إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه".
وثمّن أهمية "الموقف اللبناني الصارم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وندعو إلى مزيد من الاستعداد والتأهّب لمواجهة أيّ خلفيات يريدها العدو من وراء ذلك، مستفيداً من جوّ دوليّ تصعيدي داعم له، والذي عبَّر عنه وزير خارجية أميركا بالأمس".