أشارت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها الى أن "الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي يأتي في جولته الثانية، الذي ينطلق غداً بالدوحة، ليؤكّد متانة وقوة العلاقات بين البلدين ، فقطر وأميركا يرتبطان بعلاقات تاريخيّة تعدّ أنموذجاً في التنسيق الاستراتيجي، فجولة الحوار الاستراتيجي تأتي وسط تطلعات كبيرة بتعزيز التحالف والشراكة الاستراتيجيّة الراسخة بين البلدين في كافة المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والدفاعيّة والثقافيّة فضلاً عن تنسيق الجهود بين الحليفين الاستراتيجيين في مكافحة الإرهاب، فالعلاقات القطرية الأميركية شهدت تنامياً كبيراً في كافة مجالات التعاون لا سيما الدفاعيّة والأمنية وقطاعات التجارة والاستثمار العام الماضي".
ولفتت الى أن "الحوار الأول في واشنطن شكّل علامة فارقة بمسيرة العلاقات الثنائيّة بين قطر وأميركا وفي مسار تطوّرات الأحداث في المنطقة، خاصة أنه قد أسفر عن زيادة التوافق والتلاقي في الرؤى الاستراتيجيّة بين البلدين، ولذلك فإن رسالة الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي الثاني واضحة وتؤكّد أن البلدين نجحا في تأسيس رؤية مشتركة لمستقبل شراكتهما الاستراتيجيّة، ولذلك فإن قطر قد كسبت الشراكة الأميركيّة من خلال الحوار الاستراتيجي فيما كسبت أميركا شريكة مهمّة إقليمياً ودولياً ولاعباً مهماً في أمن واستقرار المنطقة"، مضيفة: "الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي في جولته الثانية يدشن مرحلة جديدة من التعاون المؤسسي الراسخ وفق اتفاقيات نوعيّة ومذكرات تفاهم يلتزم بها الجانبان مثلما حدث في الجولة الأولى التي يعدّ الحوار الاستراتيجي أبرز ثمارها بتوقيع إعلان مُشترك لإقامته سنوياً بما يعزّز علاقات التعاون بين الدوحة وواشنطن كحليفين استراتيجيين لعقود قادمة، فالحوار الاستراتيجي، كما أكدت سعادة المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية، سيشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تعزّز التعاون فيما يصبّ بمصلحة الشعبين الصديقين القطري والأميركي، وذلك بالاستناد على رصيد هائل من النجاح حققته النسخة الأولى يناير 2018، ومن هنا جاءت أهمية هذا الحوار الاستراتيجي في جولته الثانية، خاصة بعدما أدركت الإدارة الأميركية أهمية وجديّة وحرص قطر على تطوير الشراكة الاستراتيجيّة بين البلدين، ولذلك فإن الاتفاقيات التي تمّت خلال جلسات الحوار أكدت أهمية قطر لأميركا في استقرار المنطقة وبصفتها لاعباً مهماً في الحرب على الإرهاب الذي أصبح ظاهرة تؤرّق العالم وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك هو اعتراف صريح من واشنطن بأن الدوحة لديها أهمية استراتيجيّة ولا يُمكن الاستغناء عنها".