لا يزال حزب الله على صمته في كثير من الملفات الداخلية الا باستثناء بعض التصريحات "المدروسة" و"المدوزنة" لبعض مسؤوليه ونوابه على خلفية مناسبات اجتماعية او سياسية وخصوصاً في الملف الحكومي بالاضافة الى السجالات الدائرة في ملف القمة العربية وحضور سوريا ودعوة ليبيا. وتصف اوساط سياسية في الثنائي الشيعي هذا الصمت بالبناء كون حزب الله يفوض رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملف الحكومي وهو يعبر عن وجهة نظر الحزب في كثير من الملفات التي تدخل في صلب التحالف العميق والاستراتيجي بين حركة امل وحزب الله وعليه يمكن القول وفق الاوساط ان الصمت الايجابي يعني وقوف وموافقة حزب الله وراء الرئيس بري وقراراته الداخلية والتي تعني الطائفة الشيعية كملف الامام المغيب موسى الصدر وحضور الطائفة الشيعية كمكون وطني واساسي في معادلات هذا البلد ولن يكونوا الا "ام الصبي" ولا يقبلوا بأن يكونوا اولاد جارية او شهود زور او مجرد "زقيفة" للحلفاء او لغيرهم.
وينسحب صمت حزب الله على ملف الاعتداءات للعدو الاسرائيلي وهي يومية وبأشكال مختلفة من الخروق البرية والجوية والبحرية الى الاتهامات بتخزين السلاح والصواريخ قرب المطار والمنشآت الحيوية اللبنانية وليس انتهاء بالانفاق المزعومة وتدميرها بالاضافة الى محاولة تكريس واقع حدودي جديد بإنشاء الجدار العازل على نقاط متنازع عليها داخل الخط الازرق من الجهة اللبنانية.
وفي هذا الملف تؤكد الاوساط ان قيادة المقاومة وكوادرها ملتزمة بما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن "تكتيك" الحزب الاعلامي والسياسي الذي يعتمده من الحرب النفسية والالكترونية وكما دأبت المقاومة على الاستفادة من أي تفصيل في حربها المفتوحة مع العدو في الجوانب كافة: ميدانية وعسكرية وامنية وسياسية واعلامية وحتى دبلوماسية. لذلك يمتنع حزب الله عن التعليق على اي ادعاء او اتهام او زعم للعدو وينأى بنفسه عن اية توضيحات او تطمينات او اية معلومات مجانية للعدو فلبنان والمقاومة ليسا معنيان بطمأنة العدو او "الوقوف على خاطره".
وتشير الاوساط في هذا السياق محاولة بعض السفراء الاوروبيين والغربيين والاميركيين وحتى بعض السفراء العرب التذاكي في لبنان ومحاولة استقاء معلومات بشكل غير مباشر او مباشر من حزب الله وحلفائه للاستفادة منها لكنهم لا يصلون الى نتيجة بفعل الوعي والادراك لمقاصدهم وغاياتهم.
وتؤكد الاوساط ان الامر نفسه ينسحب على الادعاءات بوجود الانفاق ومحاولة توظيف العدو لهذا الامر في سياق حرب دعائية واعلامية ودبلوماسية لم تصل الى نتيجة رغم كل الانحياز الاميركي والغربي لها في مجلس الامن وهذه الادعاءات الاسرائيلية ومعها الجدار على الحدود محاولة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتياهو لاستثماره داخلياً وتوظيفه في الانتخابات المبكرة . وتشير الاوساط الى ان الثنائي الشيعي لم يتبلغ بشكل مباشر او غير مباشر في الايام الماضية معلومات او معطيات عن وجود نوايا لشن حرب اسرائيلية في الربيع المقبل على لبنان رغم احتمال وقوع الحرب في اية لحظة.
وتؤكد الاوساط ان منذ اشهر تبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تهديدات اسرائيلية عبر احد السفراء الغربيين ووظفت هذه التهديدات في سياق التهويل والضغط على لبنان والمقاومة.
وتشير الاوساط الى ان لا معطيات عند الروس والايرانيين عن وجود مخطط لحرب صهيونية واسع وبتغطية اميركية كاملة ولتعويض خروج الاميركي من سوريا ضد لبنان او سوريا لاسباب مرتبطة بالداخل الاسرائيلي الذي لم يخرج بعد من مفاعيل الهزيمة في العدوان الاخير على غزة وفشله في تحقيق اي انجاز بل على العكس خرج الجيش الاسرائيلي ومدرعاته مذلولاً بفعل تقدم اساليب المقاومة الفلسطينية وارتفاع مستوى تسلحها.
وتقول الاوساط ان العدو لن يقدم على اية حرب طالما لا يضمن نتائجها وفي ظل وجود جاهزية للمقاومة وقدرتها على الردع ومفاجئة العدو في الزمان والمكان المناسبين. وتكشف الاوساط ان جهوزية المقاومة في لبنان وسوريا على حالها فحالة التأهب القصوى مستمرة وموجودة وقادرة على صد اي عدوان وهزيمة العدو في اية لحظة فكر في البدء بأية مغامرة او حماقة بغض النظر عن وجود تهديد او عدمه الامر سيان.