من المقرر، أن يصل من سوريا الى العاصمة بيروت مساء، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد وعضو "اللجنة التنفيذية" لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" الأمين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينيّة" الدكتور واصل ابو يوسف، بعد زيارة رسمية وسياسية دامت أياما، وحملت ثلاثة أهداف: الأول المشاركة في المهرجان المركزي الذي أقامته حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقتها، والثاني لقاء عدد من المسؤولين السوريين الرسميين للبحث في عملية اعادة مخيم "اليرموك" وإستكمال عودة النازحين منه، ولقاء عدد من المسؤولين الفلسطينيين وتحديدا "القيادة العامة"، الجبهتين "الشعبية والديمقراطية" للبحث في مختلف القضايا الفلسطينية على ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه القضية مع القرارات الاميركية و"صفقة القرن" وضرورة توحيد الموقف مع استمرار الخلاف "الفتحاوي-الحمساوي".
وذكرت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن زيارتي الأحمد ويوسف الى لبنان ستتناول قضايا سياسية لبنانية–فلسطينية مشتركة، وفلسطينية داخلية، لتحييد الساحة اللبنانيّة من تداعيات الخلافات "الفتحاويّة-الحمساويّة"، مع تبادل الرسائل الايجابيّة بين قيادة الطرفين لجهة المشاركة المتبادلة في مهرجانات الانطلاقة في صيدا (حماس) والرميلة (فتح)، وضبط الخطاب السياسي دون أيّ هجوم على الآخر، ما ترك ارتياحا في الاوساط السياسيّة اللبنانيّة وفتح الباب امام اعادة الحرارة والحياة لتفعيل الاطر المشتركة في لبنان وفق الوثيقة التي رعى التوقيع عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
واشارت المصادر، ان جانبا من الزيارة سيخصّص للقاء مسؤولين لبنانيين، لوضعهم في تطورات القضيّة الفلسطينيّة والضغوط الدوليّة التي تتعرض لها القيادة لرفع الراية البيضاء والموافقة على "صفقة القرن"، اضافة الى المزيد من التنسيق السياسي والأمني لحماية المخيمات والعلاقة مع الجوار اللبناني في المرحلة المقبلة، على ضوء الاستحاق اللبناني "القمّة الاقتصاديّة العربيّة" في لبنان، مع الخلافات السياسية ومطالبة بري بتأجيلها حتى تكون جامعة بعيدا عن غياب سوريا او مشاركة الوفد الليبي.
واوضحت المصادر، ان الجانب الاخير من الزيارة سيكون اجتماعيا، للمشاركة في الحفل التأبيني الذي تقيمه "جبهة التحرير الفلسطينية" لعضو مكتبها السياسي عباس دبوق (الجمعة) الذي توفي بعد صراع مع مرض عضال، وذلك الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الخميس، في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، بعدما شكل الراحل حلقة تواصل لبناني-فلسطيني في مرحلة سابقة.
وتدور في الأروقة الفلسطينية بين المسؤولين، هواجس ومخاوف من توتيرات أمنيّة مفاجئة في بعض المخيّمات، تحت عناوين مختلفة، بين الاقتصاص والانتقام وتصفية الحسابات، دون ان تتضح الصورة الكاملة لذلك، ربطا ببعض التطورات السياسيّة والأمنيّة في الداخل، حيث توقّف كثيرون امام ما كشفه رئيس "التيار الاصلاحي" في حركة "فتح" العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" خلال ايقاد شعلة الانطلاقة أمام مقره في عين الحلوة حول نوايا مبيّتة للقضاء على حركتي "حماس" و"التيار الاصلاحي" وفق ما قال دون ان يسمّي أحدا، يقابل ذلك مساع وجهود اضافيّة لمنع أيّ توتير أمنيّ في المرحلة المقبلة، والتأكيد على حياديّة الساحة الفلسطينيّة في لبنان.
وتؤكد أوساط فلسطينية متابعة لـ"النشرة"، أنّ الحلّ الأجدى لحماية المخيمات ومنع أيّ توتير فيها، هو الاسراع بتفعيل "الاطر المشتركة"، لأنّ التلاقي السياسي يقفل الابواب امام رياح الفتنة التي قد تهب بين الحين والآخر، خاصة وان برّي كان قد بذل جهودا مضنية العام الماضي للتوصل الى "وثيفة تفاهم" مشتركة بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، لمنع تداعيات أيّ خلافات من جهة والتنسيق مع الجهات اللبنانية بموقف موحد يحافظ على القضيّة الفلسطينيّة كقضيّة مركزيّة ويساهم في مواجهة صفقة القرن" والمؤامرات الجارية لشطب حق العودة وتفريغ المخيّمات وتشجيع الهجرة الفرديّة والجماعيّة نحو الغرب تحت عناوين مختلفة.
من جهة أخرى، وتأكيدا لما نشرته "النشرة" في وقت سابق، فقد تسلم المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي "أبو ياسر" مهام تمثيل الحركة في لبنان، الى جانب المسؤوليّة السياسيّة خلفا للقيادي علي بركة، الذي أكمل ولايته دورتين كاملتين لمدة ٨ سنوات وفق النظام الداخلي للحركة، والذي بات يتولّى المهام في لجنة العلاقات العربيّة الاسلاميّة، بحضور عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربيّة والإسلاميّة عزّت الرشق.
وأكد عبد الهادي، تمسكه بالسياسات والثوابت الحركية والوطنية، والمضي في تفعيل العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بعيدا عن الخلافات السياسيّة، حرصاً على تعزيز العلاقات الأخويّة اللبنانيّة–الفلسطينية.