أكّد السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين عزم روسيا على تطوير دورها في لبنان عبر تفعيل اتفاقية التعاون العسكري التقني والاتفاقيات الاقتصادية والعمل على توقيع اتفاقيات جديدة، و"ننتظر توقيع اتفاقية التعاون العسكري بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ورفع مستوى حضورها فيه خلال عام 2019، على الرغم من الحملات المضادة". وانتقد الحملة الإعلامية والدبلوماسية الغربية على الدور الروسي، مشيراً إلى أن الغربيين يحاولون تضخيم دور روسيا في لبنان بهدف قطع الطريق على تطوير العلاقات بين البلدين.
وفي مسألة الهبة الروسية، لفت السفير إلى انه نسمع اقتراحات لإعطاء الهبة لقوى الأمن الداخلي بدل الجيش اللبناني، مؤكّداً أنّ "على لبنان أن يقوم بالأمور الورقية اللوجستية حتى يسلك هذا الاقتراح طريقه في الدوائر الرسمية الروسية وبين البلدين".
وأوضح في حديث لـ"الأخبار" أن "عام 2018 كان مليئاً بالأحداث التي تؤكّد صوابية الموقف الروسي تجاه الحفاظ على مبادئ الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وضرورة مكافحة الإرهاب وعدم خلق بؤر توتر في العالم".
واستعاد زاسبيكين من خطاب الرئيس الروسي فلايديمير بوتين في ميونيخ، أفكاره لناحية تأكيد روسيا مواجهتها للقطبية الواحدة، في مقابل التوسّع الأميركي، وأن "روسيا لم تكن البادئة في المواجهة، إنّما أعداؤها"، نافياً تفسير الغربيين للخطاب الشهير بأنه إعلان روسي للحرب والمواجهة". وأكد ان "ما قامت به روسيا، إن كان في جورجيا أو أوكرانيا أخيراً أو في سوريا، ما هو إلّا رد فعل على العربدة الأميركية".
وكشف السفير عن مخاوف بدأت تُطرح في دوائر القرار الكبرى في العالم، إذ إن سلوك الولايات المتحدة، ومعها حلفاؤها الغربيون، وبعضهم مرغمٌ على مجاراة الموقف الأميركي بعكس مصالحه، "يدفع باتجاه الحرب من دون مسؤولية، حتى إن الحديث عن حرب نووية مقبلة من الممكن أن يتحول إلى حقيقة بسبب خطأ ما، وهو ما يهدّد البشرية بأكملها".
وعن الاحداث السورية، لفت إلى ان "أحداث العام الماضي في سوريا، أثبتت جدوى الرؤية والدور الروسيين في حماية سوريا، أوّلاً بضرورة مكافحة الإرهاب الذي هدد العالم انطلاقاً من سوريا، وثانياً لجهة حماية الدولة السورية واستعادتها لعافيتها وعلاقتها مع الدول العربية، وثالثاً لجهة حماية سيادة سوريا ووحدتها، وهو ما يجري العمل عليه الآن، على الرغم من المحاولات الأميركية المتكررة لإقامة كانتونات في سوريا".
ورأى في قرار الانسحاب الأميركي من الشمال السوري، "تطوّراً مهمّاً لجهة استعادة سوريا وحدتها"، مؤكّداً أن "المفاوضات التي تجري حالياً بشأن الشمال السوري ستفضي حتماً إلى استعادة الدولة السورية سيطرتها على المناطق التي تحتلها القوات الأميركية"، معتبراً أن "الدور التركي محدود، وفي نهاية الأمر ستنسحب القوات التركية من سوريا، وستعود كامل الأراضي السورية إلى حضن الدولة".
أما عن الضغوط الأميركية لمنع الدول العربية من استعادة علاقاتها مع دمشق، فأكّد السفير أن هناك "مطلباً واضحاً من قبل الأميركيين وبعض العرب، هو محاولة فكّ التحالف السوري - الإيراني، وهو أمر غير منطقي برأيه"، داعياً الدول العربية إلى "إعادة علاقاتها مع سوريا من دون شروط وتخفيف الاحتقان في المنطقة، وإلى الإسهام في إعادة الإعمار من دون شروط أيضاً، لأن الدول الحليفة لسوريا مثل روسيا والصين والهند وإيران، ستبدأ هذه الورشة بمن حضر".