لفتت "الاخبار" الى ان اللقاء الماروني الذي دعا إليه الكاردينال بشارة الراعي يوم الأربعاء، من دون برنامج عمل أو بيان واضح. صيغة الدعوة مُلتبسة لمختلف الأحزاب المدعوة، ويضمّ اللقاء 34 مارونياً. في الشكل، سيبدو الراعي الرجل الأقوى مارونياً، الذي بإمكانه جمع رؤساء أحزاب وكُتل ونواب ووزراء الطائفة، وكأنّه بذلك يوجّه رسالة إلى رئيس الجمهورية وكلّ المسؤولين "الموارنة"، بأنّه هو القابض على القرار. وكان الراعي، بحسب معلومات "الأخبار"، يريد دعوة الرئيس ميشال عون إلى اللقاء، لكن ثمة من ضغط على البطريرك لثنيه عن ذلك.
واوضحت انه منذ أسابيع، والبطريرك الماروني يبحث في عقد اجتماع لرؤساء التيار الوطني الحرّ وتيار المردة وحزب الكتائب والقوات اللبنانية. توسّعت الدائرة، بعد لقائه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، الطامح إلى تثبيت نفسه "مرجعية" بين زملائه. تمكّن معوض من إقناع الراعي بفكرة "الأحزاب الخمسة"، ليتمكن من المشاركة. وحتى لا "يزعل" أحد، قرّر الراعي توسيع البيكار، ليشمل الاجتماع رؤساء الأحزاب والكُتل النيابية والنواب والوزراء. يسأل أحد السياسيين الموارنة: "لماذا الاستعراض ودعوة 34 شخصية، في وقت لا أحد يملك القرار سوى رؤساء الأحزاب؟".
ولفتت الى ان الأحزاب المُشاركة لا تتبنى رأياً موحداً من اللقاء. يقول تيار المردة إنّ "الفكرة غير واضحة لدينا، أو إذا كان الموضوع أصلاً يستدعي دعوتنا جميعاً. الصيغة مُلتبسة". وعلى الرغم من أنّ "المردة"، لا يُحبّذ "الاجتماعات الطائفية، ولكن سنُشارك، برئاسة سليمان فرنجية، حتى لا نختلف مع البطريرك". حزب الكتائب يرى أيضاً "ضرورة أن يتوسّع اللقاء ليكون وطنياً وليس طائفياً". بالنسبة إلى قيادة الصيفي، لا يؤمل كثيراً من اجتماع موسّع جداً، "ومن دون جدول أعمال. ولكن نحن سنقوم بطرح مبادرتنا لتشكيل حكومة من الاختصاصيين".
وذكرت ان القوات اللبنانية هي أكثر المُرتابين من اجتماع بكركي، "وكنا أمام خيارين، إما أن يكون تمثيلنا مُختصراً، أو تكون مشاركة كبيرة". الهمّ أن لا يكون الهدف من اللقاء "إعطاء غطاء لجبران باسيل، أو الإيحاء بأنّ الخلاف في البلد مسيحي – مسيحي". تقرّر بالنتيجة أن تكون مشاركة موسّعة، "لنصوّب النقاش إلى مكمن الخطر الحقيقي، والحديث بعمق حول وضع النظام وأي لبنان نريد". ومن المتوقع أن يُحجم رئيس "القوات" سمير جعجع عن المشاركة، لاعتباره عدم وجود توازن في مستوى التمثيل.
اضافت "وحده التيار الوطني الحرّ، يتعامل بنوعٍ من الإيجابية مع لقاء الأربعاء". تنفي مصادره أن يكون باسيل هو "الخيّاط"، ولكنّه قرّر الانفتاح عليه، "وإجراء حوار بعد الكباش حول الصلاحيات ومواقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي وغيره". يتحدّث "التيار" عن بيانٍ سيكون داعماً للعهد. ويسعى إلى توظيف اللقاء لمصلحته في صراع الصلاحيات الدائر.