من المتوقع، أن تشهد مدينة صيدا مساء يوم السبت المقبل في 19 كانون الثاني الجاري، حدثا فلسطينيا مميزا، يتمثل باقامة "العرس الوطني الجماعي" لـ200 عريس وعروس من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وذلك في قاعة "لاسال" في الرميلة، بعدما انجزت كافة الترتيبات التنظيمية.
العرس الجماعي الذي تنظمه"الرئاسة الفلسطينيّة" و"منظمة التحرير الفلسطينية"، بإشراف مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" يأتي ضمن أربعة أعراس جماعية، بعد عرسين مماثلين في الضفّة وغزة، ورابع يجري التحضير له في سوريا، يتميّز بأمرين، الأول مشاركة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله فيه، حيث سيلقي كلمة بالمناسبة، وهو سيصل الى لبنان للمشاركة في "القمّة العربيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة" المقرّرة يومي السبت والاحد في 19 و20 كانون الثاني في العاصمة بيروت، والثاني الحرص الفلسطيني على مشاركة 50 عريسا وعروسا لبنانيا في إطار التأكيد على العلاقات الاخويّة والتاريخيّة الثابتة والمشتركة بين الجانبين.
وقد جرى في وقت سابق تشكيل لجنة تحضيريّة للإشراف على تفاصيل هذا العرس الوطني الجماعي برئاسة مستشار الرئيس عباس الاقتصادي محمد مصطفى، وعضوية اعضاء المجلس الثوري لحركة "فتح" "السفير اشرف دبور، فتحي ابو العردات، آمنة جبريل، ورفعت شناعة"، إضافة الى عضو قيادة اقليم لبنان وأمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية"أبو أياد شعلان، لإختيار العرسان وإنجاز الترتيبات اللازمة لنجاحه، بحيث يليق بالرسالة الرئاسية الفلسطينيّة من خلفها.
وتؤكد اللجنة التحضيرية، ان "العرس الوطني الجماعي" يأتي في إطار المبادرات الرئاسية الفلسطينية لابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وخاصة جيل الشباب وبينها مؤسسة محمود عباس (صندوق دعم الطلاب) بهدف مساعدة الطلاب في مرحلةالتعليم الجامعي في ظل الأقساط الباهظة، "برنامج التمكين الإقتصادي للاجئين الفلسطينيين في المخيمات (صندوق الاستثمار) بهدف تحسينِ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأبناء مخيماتِ لبنان، برنامج التكافل الاسري لتوفير مساعدات شهرية للأسر الاشد فقرا في المخيمات، مؤسسة "الشهداء والجرحى" ورفع رواتب المستفيدين منها في ظل الضائقة الاقتصادية والمعيشية، ومؤسسة "الضمان الصحي" لتخفيف معاناة اللاجئين الصحيّة وهي الاكثر ايلاما.
أبو أياد شعلان
ويؤكد عضو اللجنة التحضيرية أبو أياد شعلان لـ "النشرة"، أن "العرس الجماعي" سيساهم في تسهيل حياة أبناء المخيمات وخاصة الشبان ويسهل زواجهم وتكوين أسرة، والأهم من ذلك سعي الرئيس "أبو مازن" لإدخال الفرح إلى قلوب الشباب والصبايا وقلوب أمهاتهم وذويهم"، مشيرا الى انه جرى اختيار العرسان وفق مواصفات محدّدة، ان يكون أعزبا ووضعه الاقتصادي صعب، بحيث سيتمّ تأمين اللباس الرسمي للعرسان وزي تقليدي للعرائس والتكفّل بكل نفقات الحفل"، مؤكدا ان "الوضع الاقتصادي للشعب الفلسطيني واهتمامنا بالعناصر الشابة دفع الرئيس الفلسطيني لإقامة هذا العرس. فهو يريد تثبيت الشباب ودعم صمودهم على في دول الشتات".
وأوضح ان "العرس الجماعي" يحمل رسالة مزدوجة، فلسطينيا: انه على الرغم من الضائقة الاقتصادية والضغوط السياسية على القيادة الفلسطينية والرئيس ابو مازن"، فاننا حريصون على ادخال الفرح الى قلوب شبابنا ودعم صمودهم في المخيمات وقطع الطريق على عدم افراغها وتركها، أي اننا لن نترك افراحنا ولا نستطيع أن نوقف الحياة، في نفس الوقت الذي نصمد وندافع عن حقنا في العودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، علينا أن نتزوج وننجب ونفرح ونربي الأطفال ونعيش حياتنا في كل المجالات"، نعم سنواصل الحياة حتى تحقيق أهدافنا، ولبنانيا:باننا والشعب اللبناني الشقيق أخوة في الافراح والاحزان، نتقاسم معهم الصبر والصمود حتى العودة.
من ناحيتها، قالت احدى المشاركات، ان العرس الجماع يسيرسم البسمة على وجوه الشعب الفلسطيني، لم يعد جيل الشباب قادرا على الارتباط والزواج وتأسيس عائلة بسبب البطالة وقلة فرص العمل والضائقة الاقتصادية، ولكن مبادرة الرئيس "ابو مازن" تأتي لمساعدتنا على استكمال حياتنا فكلنا فخر ونرفع رؤوسنا به".
بينما وصف عريس آخر، العرس الجماعي بأنه "تجربة رائعة أتمنى تكرارها لدعم بقية الشبان الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة في ظل البطالة والفقر والحرمان".
ومن المقرر ان يشارك في "العرس الجماعي" قيادات لبنانية وفلسطينية ويتخلله مجموعة من الفقرات الوطنيّة لفرق فنيّة فلسطينيّة في لبنان، علما ان مدينة صيدا شهدت خلال السنوات الماضية اربعة أعراس جماعية لبنانيّة فلسطينيّة، نظمتها اللجنة اللبنانيّة-الفلسطينيّة للحوار والتنمية، برعاية النائبة بهية الحريري وبالشراكة مع بلدية صيدا في الباحة الغربيّة لملعب صيدا البلدي وقد ادخلت الفرح الى قلوب العرسان بعدما تكفلت بكافة المصاريف والمساعدة في بعض الاحيان بتأمين اثاث المنزل ودفع مبالغ ماليّة نقديّة.