ليس ادل على سخونة المشهد في المنطقة الا الحراك الاميركي المتواصل لتحشيد الجبهات والقوى والدول في المعسكر الاميركي المواجه لايران وحضورها في المنطقة حيث يمتد الاشتباك الاميركي- الايراني من ساحة اليمن الى العراق فسوريا ولبنان. ومنذ خروج الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران حميت المواجهة بين الدولتين في المجالات كافة الامنية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والمالية بوجوه مختلفة مباشرة او غير مباشرة. وتنتقل اوساط بارزة في 8 آذار من هذا المشهد لتقول ان زيارة الموفد الاميركي ديفيد هيل الى لبنان تصب في هذا الإطار ولتكمل جولة وزير الخارجية مايك بومبيو ولحشد التأييد في الجبهة المزمع انشاؤها ضد ايران في قمة وارسو. وتؤكد الاوساط ان ما توفر من معطيات عن زيارة هيل لم يختلف عما قاله بومبيو منذ ايام في القاهرة وعمان لجهة رفع سقف المواجهة مع ايران وحلفاءها في المنطقة وخصوصاً حزب الله لما له ارتباط وثيق بالصراع مع العدو الصهيوني وما يشكله حضوره العسكري والامني والسياسي من ردع وثقل ولجهة إفشال كل مخططاته التوسعية والعدوانية.
وتتابع الاوساط الخطاب العالي النبرة من هيل فيه الكثير من الاستعلاء والتهديدات والقفز فوق سيادة الدولة وهيبة مؤسساتها وفيه الكثير من السفور والتدخل في شؤون الدولة الامنية والاقتصادية والسياسية وحتى الحكومية. وتؤكد الاوساط ان بعض اللقاءات لهيل مع شخصيات في فلك 14 آذار وكانت بعيدة من الاعلام ركزت على كيفية محاصرة حزب الله والضغط عليه عبر المؤسسات الامنية وتقييدها ومنع التعاون مع المقاومة وخصوصاً اجراءات الجيش على الحدود الجنوبية. كما ركزت على كيفية محاصرة كل المؤسسات المالية والاقتصادية ومنع تعاملاتها بأي وجه من الوجوه مع حزب الله.
اما في الملف السياسي فكانت تصريحات هيل واضحة وجلية عن الجهة التي تعرقل الحكومة وتضع فيتوات على مشاركة بعض القوى بحقائب وازنة كمشاركة حزب الله بحقيبة الصحة وهو الكلام الذي قاله هيل عن نوعية الحكومة ونوعية المشاركين فيها. وتضيف الاوساط الآن باتت تتضح الصورة وماهية الاسباب "الطارئة" التي كانت تطيّر الحكومة في اللحظات الاخيرة.
وتشير الاوساط الى ان دخول هيل على خط الدعوة الى تعويم حكومة تصريف الاعمال في المسائل الاقتصادية الملحة هو تدخل سافر في عمل المؤسسات الدستورية وغير مقبول ومسموح به وفيه تاكيد واضح على نية عرقلة تأليف الحكومة لمدة طويلة وفي المقابل التعويض عن التأليف بتفعيل حكومة تصريف الاعمال تحت ستار "الضرورات تبيح المحظورات".
وتلفت الاوساط الى ان رد السفارة الايرانية في بيروت على كلام هيل يؤكد الحزم الايراني في مواجهة الحملة الاميركية ضد ايران بالوسائل كافة واينما كان. وتشير الى ان الرد اتى من سفارة لبنان لكون التهديدات والاملاءات والتوصيفات ضد ايران وحزب الله صدرت على ارضه وبما يمس العلاقات الايرانية- اللبنانية وبما يؤكد ان لبنان ليس متروكاً من ايران وانه ليس وحيداً في وجه الضغوط الاميركية.
وتكشف الاوساط عن خطوات ستتبع الرد الايراني الاعلامي وهي الدعوة الى اجتماع موسع لقيادات احزاب 8 آذار الخميس المقبل حيث سيدرس المجتمعون بعد التشاور مع قيادة حزب الله سبل الرد على تصريحات هيل وكيفية مواجهة التهديدات والضغوطات الاميركية ومنها رفض ان يشارك لبنان في قمة وارسو وان يكون جزءاً من الحرب والحملة ضد ايران وان يكون ساحة لتصفية الحسابات مع ايران الدولة الحليفة والصديقة. وتشير الاوساط الى ان الاجتماع سيخرج ببيان اعلامي وسياسي لوضع النقاط على الحروف ولاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمواجهة التهديدات الاميركية والاعتداءات الصهيونية والتمسك بالمقاومة وبالتحالف مع ايران وسوريا ومواجهة الخروقات والاعتداءات الصهيونية بالوسائل كافة ومنها العسكرية والسياسية والدبلوماسية.