وصف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي سعد الاجتماع الذي شهدته بكركي يوم أمس بـ"الايجابي والهادىء" لافتا الى أنّ النقاشات التي حصلت وتبادل الآراء تمّ بكثير من الرقيّ، وكسر نوعا ما الفراغ والجمود ومرحلة اللامبادرة المسيطرة على المشهد السياسي وبالتحديد المشهد الحكومي.
وذكّر سعد في حديث لـ"النشرة" بأن الموارنة كانوا أساس نشوء لبنان الكبير ولعبوا دورا أساسيا في جعله واحة من الحرية والتواصل مع باقي الطوائف، أضِف أننا كنا مستشفى ومدرسة الشرق، فأين أصبح هذا الدور اليوم؟ وتساءل: "أي من المكونات السياسية تمتلك اليوم خطّة عمل لـ40 سنة الى الامام أو أقله لـ10 سنوات"؟ مشددا على أنّ الامور لا يمكن ان تستمر على ما هي عليه، والسبيل الى ذلك لا يكون الا من خلال الحوار.
وأشار سعد الى أنه كان يفضّل لو أنّ الاجتماع الذي عُقد في بكركي اجتماع مسيحي لا ماروني حصرا، خاصة وانه لم يعد هناك ما يُسمى بالمارونيّة السياسيّة، مثنيا على تلبية كل القوى الدعوة البطريركيّة وعلى اتفاق الجميع على أنْ يكون البيان الختامي من وحي كلمة البطريرك (مار بشارة بطرس الراعي) التي عبرت بمعظمها عن الهواجس المشتركة لكل الفرقاء. وقال: "هناك لجنة متابعة ستبحث بعمق بالملفات التي تمّ التطرق لها، فمن الخفّة القول أن اجتماعا واحدا يستطيع ان يُعالج كل الملفّات والمواضيع العالقة"، لافتا الى أنه بعد ذلك ستتمّ الدعوة لاجتماع جديد لتقييم العمل الذي قامت به هذه اللجنة.
وتطرّق سعد للقمة الاقتصاديّة التي يستضيفها لبنان نهاية الأسبوع الجاري، فاعتبر انه لا يمكن الحسم بما اذا كان ما شهدناه من شدّ حبال بين عين التينة وبعبدا سينعكس على نتائج القمّة، لافتا الى أنّ لبنان كدولة مُضيفة لم يكن عليه الدخول في متاهات هو بغنى عنها، كتوجيه الدعوات، باعتبار أنه أمر تقرره الجامعة العربيّة ورأينا غير مؤثّر فيه. واضاف: "لا شكّ اننا لم نظهر بأفضل صورة لنا أمام المجتمع العربي، وكأن ما يعنينا الشكل لا المضمون".
وردا على سؤال عن مصير الحكومة، أشار سعد الى انه لا تزال هناك عقدة واحدة تؤخر التشكيل الا وهي عقدة تمثيل "اللقاء التشاوري"، داعيا لتمثيلهم بوزير لحلّ الأزمة، مشيرا الى أنه اذا كان هناك من يعتبر أنّ هذه العقدة هي غطاء لعقدة أكبر، فالمطلوب منه ان يسحب الذريعة ممّن يوجه الاتّهامات اليهم من خلال مساهمته بحلّ العقدة الظاهرة. وقال: "لا يمكن أن تستمرّ الأمور على ما هي عليه، فامّا يُتخذ القرار بوضع حدّ لهذه المراوحة ويتم تشكيل حكومة تعرض على المجلس النيابي لتكون له الكلمة الفصل، او يتم تفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال، لأنّ ما يحصل لا يدلّ على شيء الا على فشل في إدارة الدولة وعدم نضوج سياسي".