دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين الى عدم الخوف، قائلا: "لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها"، مضيفا: "نحن موجودون هنا ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا"، مشددا على انه "في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان".
وخلال كلمة القاها في مأدبة غداء اقامتها الرهبانية الانطونية بعد القداس الالهي الاحتفالي بعيد شفيعها القديس انطونيوس في دير مار انطونيوس في بعبدا شارك فيهما رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون.
وترأس القداس الرئيس العام للرهبنة الاباتي مارون ابو جودة إلى أنه "بكثير من الغبطة نستقبلكم، يا فخامة الرئيس برفقة السيدة الاولى، مع صحبكم الكريم، في ديرنا مار انطونيوس الكبير- الحدث، هذا الدير الرابض على تلة تواجه القصر الجمهوري، وتنير مسيرة العاصمة بالوطنية والتربية والروحانية. شرفتمونا يا فخامة العماد عون بزيارتكم لنا، التي تلقي على عاتقنا مسؤولية جديدة، نحن في الرهبانية الانطونية المارونية وكل الكنيسة، للاسهام في بناء الوطن. ففي حين اختار الكثيرون مسارات متعددة .. فيالوطن، اختارت الكنيسة القضايا التربوية، والصحية، والاجتماعية، والانسانية لاعلاء شأن الوطن من جهة، ولردم تلكؤ الدولة من جهة اخرى، ولم تنكفىء يوما على الرغم من الصعوبات والازمات التي الّمت بنا من جّراء الحروب او المشاكل الامنية او الضائقة الاقتصادية، عن تأدية دورها في بناء الوطن. ولقد دفعت رهبانياتناالانطونية، من البشر والحجر، ما يشهد عليه الكثيرون لفداء وطننا. وارى انّ الكنيسة، صمّام الامان في الوطن، اعطت للبنان وجها في العلم والعمل الانساني يحسدنا عليه جيراننا باجمعهم. وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة لبعض السقطات الصغيرة، فان نور لبنان وفكره يشعان على المشرق وعلى العالم، مضيئا صفحة مجلّية من تاريخه الحضاري.
وفيما نحتفل اليوم بذكرى مار انطونيوس ابي الرهبان، يلفتنا كيف قَرَنَ هذا القديس الكلمة الى العمل، فصار علما في تجسيد الانجيل، سار في اثره الكثيرون وما زال انطونيوس يلهم الكثيرين في اختيارهم والتزامهم الحياة على مختلف المستويات، بالعودة الى الانجيل، يستوقفني موقف قائد المئة الذي، وبسبب مزاولته مهنته بشكل جيد، يعرف انّ له سلطة وعليه سلطة، ولكن تفهّمه وحده لا يكفي ليشفي عبده، فكان لا بد من تدخّل يقوم به المخلص، ولو بكلمة، ليحدث الشفاء. وهذا هو وضعنا اليوم امام مأزق الصحة والتعليم، فلا يكفي يا فخامة الرئيس، ان نفهم الوضع، ونتحاور ونحدد المسؤوليات، بل ان نجد حلا لاهلنا وابنائنا المنتظرين جوابا على شفائهم وتعليمهم. فاللبنانيون منذ ما يقارب الثلاثة عقود دفعوا كل انواع الضرائب التي يتكلّف بها مواطنو الدول العالمية، ولكنهم بالمقابل لم يحصلوا على الخدمات الاجتماعية المحقّة لهم من طبابة وتعليم وضمان شيخوخة. والحل برأينا انه آن الاوان لكي تصدر الدولة البطاقة المدرسية والبطاقة الصحية للجميع، بدل عرض حلول جزئية عابرة لن يتمكن المواطنون من مواجهتها في الغد القريب. بذلك تشهد الدولة على التكامل بين القطاع العام والقطاع الخاص، وعلى حق المواطنين بان يؤمنوا تعليم اولادهم والطبابة لذاتهم ونحن يا فخامة الرئيس، نحتاج الى حل دائم للمضي قدما في بناء وطن حديث".