تسارعت في الاسبوعين الماضيين الاتصالات بين قيادات سياسية وميدانية في محور المقاومة والممانعة من قيادات الحشد الشعبي في العراق الى فيلق القدس في طهران الى القيادة الايرانية العسكرية والسياسية في دمشق ومع القيادة السورية في الشام الى قيادة المقاومة في لبنان وعلى رأسها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ووفق اوساط بارزة في محور المقاومة فإن النقطة المشتركة في هذه الاتصالات كان اعلان الاميركيين الانسحاب من سوريا في اكبر هزيمة لهم بعد الخروج المذل والمدوي من العراق في آواخر 2011 تحت ضربات المقاومة العراقية.
وتؤكد الاوساط ان قيادات المقاومة تتابع بدقة ما يجري وهي مدركة ومطمئنة ان الانتصار الذي تحقق في العراق بهزيمة داعش والتكفيريين وفي سوريا ايضاً بهزيمة داعش والنصرة وكل ملحقات اميركا والصهاينة وبشكل متزامن هزيمة الاميركيين مباشرة وإجبارهم على الفرار من سوريا كان بفضل التضحيات والصمود والثبات وبإعتماد تكتيكات عسكرية وامنية واستخباراتية اذهلت الاميركيين والاسرائيليين واجبرتهم على التسليم بالهزيمة ولو بشكل متدرج وعبر التحايل ونشر الاكاذيب والاضاليل. وتشير الاوساط الى ان محور المقاومة بالتعاون مع ايران وروسيا يعرف جيداً امكاناته وقدراته العسكرية واللوجستية والبشرية والامنية التي باتت لديه كما يعرفها الاميركي والاسرائيلي ايضاً لذلك يتفرج قادة هذا المحور على تخبط الاميركيين وشعورهم بالخسارة والاحباط فرحاً وساخراً من تهديداتهم ومن بطولاتهم المزعومة ومن عنترياتهم وهو يعرف حجم ما تم انجازه.
وتلفت الاوساط الى ان محورنا على بعد امتار قليلة من الاحتفال بالنصر المؤزر والكبير وفي انتظار انجاز بعض الخطوات في الربع الساعة الاخير كما ننتظر لاستثمار هذا النصر وبما يخدم القضايا المحقة لشعوب المنطقة.
وتشير الاوساط الى ان اللقاءات التي تمت بين قيادات هذا المحور وخصوصاً مع حزب الله تركزت على كيفية انعكاس هذا الانتصار على لبنان وسوريا. وقد توقفت الاتصالات التي تجري بين قيادات هذا المحور على الحملة الصهيونية المتواصلة على حزب الله وآخرها التركيز على صحة السيد نصرالله وترويجها لشائعات هدفها "طمأنة" الجمهور الصهيوني وتكسير معنويات جمهور المقاومة وبث الذعر والقلق فيه بالتزامن مع حملة اعلامية وسياسية مبرمجة تقودها وسائل اعلام اميركية واوروبية وخليجية ولبنانية للترويج للاكاذيب الصهيونية، من مستودعات الذخيرة الى الانفاق الجنوبية والجدار العازل الى صحة نصرالله وصولاً الى التهويل والوعيد الذي حمله الموفد الاميركي ديفيد هيل الى لبنان وجملة الاملاءات التي تركها على ابواب المقار الرسمية والرئاسية بالاضافة الى ترويجه لخطوات مستقبلية اميركية على شكل عقوبات لكل من يتعاون مع حزب الله سياسياً ومالياً وامنياً وحتى حكومياً!
وتؤكد الاوساط ان الاتصالات تركزت ايضاً على إطمئنان قادة المقاومة على صحة السيد نصرالله حيث يؤكد حزب الله لسائليه ان السيد نصرالله بالف خير وهو في صحة ممتازة ويمارس عمله كالمعتاد ويتابع نشاطه اليومي. كما يشدد حزب الله على ان الرد على الشائعات الصهيونية والتصريحات الاميركية والتهديدات والتحليلات والسيناريوهات التي تحاك في الاعلام المعادي والاجنبي ليس شغلاً شاغلاً لحزب الله ولا يعيره اهتماماً لان هدفه الاشغال والالهاء والتشويش وهز الثقة بين الحزب وجمهوره. فكل يوم او يومين سيخرج احد ما وخصوصاً العدو لرمي شائعات واكاذيب وينتظر الرد واعطائه معلومات مجانية وبلا طائل. فليس لنا مصلحة بذلك ولا نهتم بكل ما قيل ويقال. وعن ربط التقليل من إطلالات السيد نصرالله وربطها بوضعه الصحي او غياب التعليقات من الحزب على بعض القضايا. تقول قيادة الحزب ان إطلالة السيد نصرالله للتحدث في قضية ما او ربطاً بمناسبة ما تتم وفق ما تقتضيه المصلحة فليس هناك من حاجة الآن لأي إطلالة للسيد نصرالله قبل 11 شباط في ذكرى انتصار الثورة الايرانية وفي 16 شباط ذكرى الشهداء القادة. ويشير حزب الله لسائليه الى ان الامتناع عن التعليق عن بعض الاحداث الجارية محلياً هو رغبة في تحاشي السجالات الاعلامية والسياسية وكل ما جرى من ملابسات القمة العربية والخلاف بين الرئاستين الاولى والثانية يجري متابعته بعيداً من الاعلام وفي الغرف المغلقة وبهدوء واذا اقتضى الامر الدخول على خط التهدئة فلا مانع. المهم في هذه الفترة تهدئة الامور وانجاز تشكيل الحكومة وتحصين الداخل في مواجهة العدو والحملات التي تحضر للبنان والمقاومة، اما الحديث عن استثمار الانتصار في المنطقة لبنانياً فهو متروك لوقته والذي لم يعد بعيداً.