أعربت قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية عن أدانتهما الشديدة للتصريحات والمواقف السافرة والوقحة التي ادلى بها مساعد وزير الخارجية الأميركية وأعضاء الوفد المرافق له خلال زيارته إلى لبنان، والتي شكلت اعتداءً موصوفاً على سيادة واستقلال لبنان، وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية وتدخلاً في شؤون لبنان الداخلية كان يقتضي اتخاذ موقف رسمي حازم من هذه الاعتداءات على كرامة وسيادة لبنان بعد أن كشف المساعي المتآمرة لتسويق مشاريع وخطط تخدم كيان العدو الصهيوني واستخدام لبنان منصة لمهاجمة المقاومة اللبنانية الباسلة والتحريض على سورية وايران في محاولة أميركية يائسة لتحويل الأنظار عن الهزيمة النكراء التي مني بها العدوان الإرهابي الأميركي الصهيوني الغربي الرجعي على سورية.. وبالتالي الحد من التداعيات الزلزالية لانتصار محور المقاومة وحليفه الروسي على اشرس حرب إرهابية كونية في التاريخ.
ورأت القيادتان برئاسة أمين عام رابطة الشغيلة النائب والوزير الأسبق زاهر الخطيب، إن الوفد الأميركي تصرف بطريقة مهينة للبنان عندما تهجم على مقاومته وشدد على التزام لبنان بالعقوبات الأميركية على المقاومة وبيئتها الشعبية وأعلن صراحة أن هدف هذه العقوبات اضعاف حزب الله.. في حين سعى الوفد الأميركي إلى تسويق خطة تستهدف إدخال لبنان في مفاوضات ثلاثية مع واشنطن وتل أبيب تحت عنوان ترسيم الحدود البرية والبحرية، بما يضمن للعدو الصهيوني تحقيق أهدافه في تطبيع العلاقات، وأطماعه في أراضي وثروات لبنان النفطية والمائية.
ولفتت قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة إلى أن الوفد الأميركي برئاسة هيل تعامل خلال زيارته وكأن لبنان مستعمرة أميركية وعلى المسؤولين اللبنانيين تنفيذ الأوامر والتعليمات الأميركية، وهو ما تجسد من خلال التزام لبنان الرسمي بلائحة العقوبات المالية الأميركية ضد قيادات المقاومة والمناصرين لها.. والامتناع عن المبادرة إلى دعوة سورية لحضور القمة الاقتصادية العربية في بيروت، بعد قيام السفارة اللبنانية في واشنطن باستمزاج رأي وزارة الخارجية الأميركية حول هذا الأمر.
وأشارت القيادتان في البيان الصادر عنهما إلى أن الخضوع للإملاءات الأميركية لم يتوقف عند ذلك بل شمل أيضاً امتناع لبنان عن قبول أي دعم أو هبات أو مساعدات روسية وصينية وإيرانية لدعم الجيش اللبناني أو للنهوض بالقطاعات الاقتصادية المأزومة أو الامتناع كذلك عن إعادة الحرارة إلى العلاقات المميزة مع الشقيقة سورية التي نص عليها الدستور وتربطه بها مصالح حيوية غير موجودة مع دولة أخرى بحكم الجغرافيا وعلاقات القربى والتاريخ المشترك والمصير الواحد في مواجهة عدو صهيوني لا يزال يحتل أجزاء من أراضيهما في جنوب لبنان والجولان السوري.
اضاف البيان إن قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية توقفتا ملياً عند توصيف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للعقوبات المالية الأميركية على لبنان، بالاستعمار المالي. ورأت أن ذلك يستدعي خطوات عملية في مواجهة هذا الاستعمار بما يؤدي إلى تحرر لبنان من كل أشكال الوصاية والتبعية لواشنطن حليفة العدو الصهيوني، خصوصاً وأن التحولات الحاصلة في موازين القوى الدولية والإقليمية والعربية بفعل انتصارات محور المقاومة وحليفه الروسي وتنامي النزعة الدولية ضد الهيمنة الأميركية وبفعل تراجع المشروع الأميركي الاستعماري في العالم، أن هذه التحولات تتيح للبنان اعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق له هامشاً من الاستقلالية والحرية في اتخاذ قراراته قراره الوطني بالتالي حماية مصالحة وخياراته الوطنية، لاسيما وأن التجربة أثبتت بانه لا نهوض اقتصادي ولا تنمية من التحرر من الهيمنة الاستعمارية الأميركية الغربية بكل أشكالها.