اشار رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور ان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر برهنا تمييزهما بين المصالحة والاتفاق السياسي، حيث كانت القوات السباقة في التأكيد على المصالحة، حيث غرد رئيس حزب القوات سمير جعجع في صباح الذكرى الثانية للتأكيد على اهمية هذا الحدث التاريخي، فرد وزير الخارجية جبران باسيل بموقف مماثل، الامر الذي يؤكد ان الطرفين ورغم خلافاتهم السياسية التي قد تبدأ بملف تأليف الحكومة ولا تنتهي بملف العلاقة مع سوريا، على الرغم من ان "الاشتباك" حول الملف السوري تجدد بالامس على خلفية كلام باسيل في افتتاح الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية التنموية... لكن هذا لايمنع الحرص المتبادل على اهمية هذه المصالحة.
و شدد جبور في حديث صحافي على امرين اساسيين، الاول: حرص القوات والتيار على عزل اي ملف خلافي عن مجمل العلاقة، فعند كل نقطة خلاف لا نعود الى شيطنة بعضنا البعض. والثاني: فتح الابواب امام المرحلة المستقبلية، اذ بعد تأليف الحكومة العتيدة، قد يفتح المجال امام التعاون والتنسيق بما فيه مصلحة الطرفين ، او مصلحة البلد بشكل اساسي، انطلاقا من ان تقارب هذين الفريقين ينعكس على كل الملفات.
وردا على سؤال حول احياء اتفاق معراب، اشار جبور الى ان هذا الاتفاق في شقه السياسي قد سقط، معتبرا ان الاطار الجامع بين الطرفين هو سقف بكركي لكن هذا لا يمنع ان يحصل اي لقاء مستقبلا بعد تأليف الحكومة من اجل استخلاص عبر المرحلة الماضية والاسباب التي ادت انتكاسة هذا الاتفاق من جانبه السياسي من اجل ربما تجديده. واكد ان الاساس بالنسبة الى القوات هو الحرص المتبادل على عدم العودة الى الوراء.
على صعيد آخر، وردا على سؤال حول ملف تأليف الحكومة، لفت جبور الى ضرورة انتظار ما سيحمله الاسبوع المقبل، اذ من المتوقع بعد الانتهاء من القمة العربية ان يتجد الاندفاع بشأن الحكومة، قائلا: نسمع كلاام عن ان لدى ايران مصلحة بالافراج عن الحكومة اللبنانية قبل مؤتمر وارسو ، نعود الى نغمة المحطات التي يفترض ان تتشكل الحكومة قبل هذه او تلك.
واشار الى انه من اجل معالجة عقدة تمثيل نواب اللقاء التشاوري السُني، لا خيار سوى ان يكون هذا الوزير من حصة رئيس الجمهورية. على اي حال هذا ما كان قد عبر عنه رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في بكركي يوم الاربعاء الماضي امام الوزير باسيل، بمعنى انه حين يتم التنازل عن مطلب الـ 11 وزيرا تحل الازمة.
وقال جبور: "من الواضح ان حزب الله وكذلك الرئيس المكلف سعد الحريري- من خلال الاتصال الذي حصل بينه وبين فرنجية- لا يريدان اعطاء لاي طرف منفردا الثلث المعطل، وبالتالي عند التخلي عن هذا المطلب تفتح طريق التأليف"، مبديا اسفه الى انه حتى اللحظة ما زال باسيل متمسكا بمطلبه، الامر الذي يؤكد ان لا امكانية لولادة هذه الحكومة قريبا.
واعتبر انه في حال لم تولد الحكومة قبل منتصف شباط، فان ولادتها تصبح مستبعدة على المدى المنظور حيث ستدخل المنطقة في مواجهة ساخنة بين محورين : المحور الدولي الاقليمي الذي سيجتمع في وارسو من اجل وضع جدول زمني للضغط على ايران وتنفيذه، والمحور الثاني هو المحور الايراني. وقال عندها نكون قد دخلنا في مرحلة السخونة السياسية التي لا سمح الله يمكن ان تنسحب على لبنان، وبالتالي من الضروري ان تكون هناك حكومة تحول دون امتداد هذه السخونة الينا.
على صعيد آخر، نفى جبور الشائعات عن ان سبب وجود الدكتور جعجع في الخارج هو لاسباب صحية، قائلا: السبب هو ان جعجع وجد ان الوقت مناسبا لقضاء عطلة في الخارج. واشار الى ان رئيس القوات كان يرغب في هذه "السفرة" فور الانتهاء من الانتخابات النيابية لكننا تفاجأنا ان الحكومة لن تتألف بالسرعة التي كانت متوقعة . واشار جبور الى ان جعجع سيستغل هذه المناسبة لاجراء قراءة من الخارج .