اشارت صحيفة "صنداي تايمز" الى ان التفجير الانتحاري الأخير في سوريا دليل على عودة تنظيم "داعش" تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية. ولفتت الى إن التفجير الانتحاري، الذي استهدف الأربعاء الماضي مطعما في مدينة منبج، قتل فيه 15 شخصا بينهم أربعة أمريكيين، وسارع تنظيم "داعش" إلى تبنيه، على الرغم من أنه وقع في منطقة هادئة بمدينة سورية على الحدود التركية، على بعد 100 كيلومتر من خطوط القتال بين القوات الأمريكية والجماعات المسلحة. ورأت أن هذا التفجير كان تذكيرا داميا بأن القوات الأميركية تترك وراءها، وهي تنسحب من سوريا، "فراغا تنبت فيه بذور التطرف والدمار" على أنقاض تنظيم "داعش".
وذكرت أن التفجير جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، على الرغم من اعتراض قادته العسكريين وتحذيرهم. ورأت أن الأميركيين أنجزوا مهمة "تدمير" داعش، "فالخلافة التي كانت تمتد على مئات الكيلومترات من سوريا إلى العراق تقلصت إلى بقعة في وادي الفرات". لكنها حذرت من أن "تفجير مطعم منبج دليل على أن الأميركيين سيتركون وراءهم تمردا سيقوى بعد رحيلهم".
ورأت أن مصير مدينة منبج التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود له أهمية بالغة. فالأتراك هددوا أكثر من مرة باجتياح المدينة لطرد المليشيا الكردية منها، لأن أنقرة ترى أنهم فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا على الحكومة منذ عقود، وهو مصنف تنظيما "إرهابيا" من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتراقب القوات السورية الحكومية الأوضاع في منبج، وتسعى إلى السيطرة عليها لأن الرئيس السوري بشار الأسد تعهد باستعادة السيطرة على جميع الأراضي السورية وعدم التفريط في شبر واحد منها.