رسمت القمّة الإقتصاديّة التنمويّة التي عقدت في بيروت نهاية الأسبوع الفائت مشهداً جديداً في الداخل اللبناني لناحية التوصيات المتعلقة بالنزوح السوري، وخارجيّا بما يتعلّق بالحضور الرمزي القطري على مستوى أمير الدولة... هذه الصورة التي حضرت على الواجهة البحريّة أعطت للقمّة معنى مختلفا في الشكل والمضمون!.
"ما فعله أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عبر حضوره الرمزي الى لبنان وهو مؤشر أساسي على أن القطريين يحاولون الدخول الى الساحة اللبنانيّة". هذا ما يراه الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر عبر "النشرة"، لافتا الى أن "هذا الامر سيستفزّ السعوديّة التي لعبت الدور الأساسي في تخفيض مستوى التمثيل على مستوى القادة العرب في القمّة"، معتبراً أن "الجفاء بين بعبدا والسعوديّة أصبح كبيراً، رئيس الجمهورية ميشال عون بات مستعداً أكثر للإقتراب من قطر". بدوره الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي يلفت الى أن "الامير القطري لم يحضر الى القمة إلا بعد أن إكتمل المشهد أمامه بعدم مشاركة الثلاثي السعودي-المصري-الاماراتي الذي يحاصر قطر".
يعود وسيم بزّي ليشير الى أن "الكلام الذي توجه به وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى الأمير القطري وشكر له حضوره وكسر الحصار على لبنان ليس بقليل أبداً وله أبعاده السياسية، خصوصاً أن باسيل لم يتحدّث عن مقاطعة بل كان شديد الدقة بالوصف إنه "حصار"، لافتاً الى أن "هناك من لا يريد لبيروت ميشال عون وبيروت الدولة أن تحققّ نجاحاً ملموساً، في وقت يُطلب فيه أن تنجح قمة وارسو". أما جوني منيّر فيذهب أبعد من ذلك ليرى أن "المبالغ التي دفعتها قطر ليست في إطار الاقتصاد فقط بل هي تعدّ إستثماراً سياسياً قد يثير حفيظة السعودية"، ومعتبراً أن "رئيس الجمهورية ميشال عون قد يعمل على رد الصاع الى السعوديّة عبر الضغط بإتجاه تشكيل الحكومة".
"أمير قطر حسب الأمر بدقة وشارك سياسياً بطريقة لا تغضب الأميركيين وبنفس الوقت ترضي المحور الآخر وهنا كان التوازن". هذا ما يراه وسيم بزي، مشيراً في نفس الوقت الى أنه "تم التوقّع لهذه القمة أن تكون أقلّ بكثير مما كانت عليه، وكل الكلام عن أن عدم وجود حكومة في لبنان سيؤثّر على القمة أًثبت أنه غير صحيح"، مضيفاً: "لبنان إستطاع إحداث خرق في موضوع النازحين السوريين واستطاع أن يوجد قراءة جديدة له"، مؤكداً أيضا أن "لبنان ليس غافلا عن الواقع العربي الصعب ولكنه في نفس الوقت يريد أن يكون نقطة جمع".
رُغم كلّ المحاولات لافشال القمّة عبر تأجيلها والإنتقال بعدها لمحاولات ضربها، إلا أنها حدثت وأنتجت... لتبقى العين في الأيام المقبلة على ملفات كثيرة أهمها تشكيل الحكومة والدور القطري المرتقب على الساحة اللبنانية!.