أصدرت حركة الناصريين المستقلين-المرابطون بيانا شددت فيه على أن "انعقاد القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية في بيروت يؤكد المؤكد على أهمية الواقع اللبناني في وسط أمته العربية"، مشيرة الى ان "ورغم كل هذا الضجيج الإعلامي والسياسي السلبي منه والإيجابي فيما يتعلق بالقمة، لا بد أن نسجل المعطيات في الشكل والمضمون، إذ ان أهم مشروع تنموي اجتماعي اقتصادي مرّ في تاريخ أمتنا العربية كان المشروع الذي وضعه الرئيس جمال عبد الناصر كنهج يرسم للمستقبل حياة الازدهار والرفاه لعموم المواطنين في وطنهم. وقد ارتكز عبد الناصر على مبدأ الاعتماد على الذات وبناء اقتصاد انتاجي، استناداً الى واقع الحياة الاجتماعية التي يعيشها أي شعب في دولته ووطنه، ويقوم الاقتصاد الانتاجي على تقوية القاعدة الصناعية الوطنية عبر إنشاء وإدارة الصناعات الكبرى الثقيلة، كما الارتكاز على خطط زراعية متقدمة تعنى بزيادة الانتاج الزراعي.
وأضاف البيان ان البند الثاني بالاعتماد على الذات يرتكز على الكفاءة في الفرص والعمل والانتاج، والتوزيع العادل للثروة على المواطنين التي تنعكس عدالة اجتماعية في كل أطياف المجتمع الوطني، كما وضع مخططات ثابتة لتقوية القطاع العام كي يكون ملك عمومي للشعب، وحماية القطاع الخاص دون السماح بالاستغلال والفساد وجلب الاستثمارات الأجنبية المنتجة الى الداخل الوطني. مشيرا الى ان القمة لم تتطرق الى موضوع اساسي، رغم اهميته هو موضوع التعليم، اذ يسجل لعبد الناصر ، اكبر هندسة اجتماعية وضعت في مصر تتعلق بمجانية التعليم من بداياته إلى المراحل الجامعية والاختصاصات العليا في مختلف القطاعات وإتاحته لكل الطبقات والفئات الاجتماعية، ويعتبر من أهم إنجازات العهد الناصري وأكثرها قيمة إذ أسهم في دعم شرائح المجتمع المصري اقتصادياً وأتاح لأبناء الطبقة الفقيرة بتحسين اوضاعهم الاجتماعية عير التعليم ومستوى الوظائف والمهن التي تقلّدوها.
وشدد المرابطون على ان اي قمة عربية سواء كانت سياسية او قمة اقتصادية تنموية اجتماعية، لا بد أن يكون التركيز الأساسي فيه على الواقع السياسي المتدهور لأمتنا العربية، وتبحث في القضايا السياسية لهذه الامة التي هي كانت وستبقى العقبة التي تقف في وجه أي تطور اقتصادي اجتماعي أو أي مساهمة للعرب في الحضارات الانسانية على مستوى العالم.
وشدّد البيان على ان "لا بد من الوقوف عند رمزية حدثين هامين كانا يتزامنان مع انعقاد القمة، الحدث الأول هو الاعتداءات التي قام بها العدو اليهودي التلمودي ضد سورية العربية من فوق رؤوسهم، وبالتالي التصدي البطولي للجيش العربي السوري لهذه الغارات في حين أن هذه القمة كانت تفتقر الى من كان يعطيها القوة والثبات والصمود وهو المقعد السوري الذي كان فارغاً وهذه نقطة مهمة جداً تشكل رمزيتها خللاً كبيراً في مسار انعقاد هذه القمة. أما الحدث الثاني والذي كان غافلاً عن كل الزعماء العرب الذين حضروا هذه القمة يتعلق بموضوع جيوستراتيجي مهم يتمثّل بانعقاد مؤتمر صحفي في قلب القدس المحتلة بين نتانياهو والرئيس التشادي ، وبالتالي تعود رمزية هذا الحدث للتهديدات التي وجهت لبعض الحكام العرب المهرولين للتطبيع، حيث يعيد بنا التاريخ إلى محاولات التطويق اليهودية للدول القومية التقدمية في سبعينات القرن الماضي.
وختم بيان المرابطون بالتحذير ممّا يطبخ في تحالف نتانياهو و"اندجمينا" عاصمة تشاد والبعد العسكري الاستراتيجي الخطير فيما يتعلق بالصحراء التشادية الغنية باليورانيوم واطماع كل الغرب الاستعماري واليهود فيها.