أثار قيام الطيران الإسرائيلي بغارات على مطار دمشق الدولي انطلاقاً من الأجواء اللبنانية، موجة من الإستنكار في لبنان بسبب استباحة اسرائيل للسيّادة اللبنانيّة براً وبحراً وجواً. وهذه الإستباحة الإسرائيلية للبنان، يقابلها صمت دولي، يغض الطرف فيه عن الإنتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
في هذا السياق، أكّدت مصادر لـ"النشرة" ان "قيام اسرائيل باستمرار بناء الجدار الاسمنتي في المنطقة المتنازع عليها في محلّة المحافر في العديسة هو تحدٍّ سافر للارادة الدولية وتحديدا لليونيفل التي طلبت مرارا وقف عمليّة بناء الجدار كون المنطقة متحفّظ عليها منذ ترسيم الخطّ الازرق بين لبنان واسرائيل"، لافتة إلى أن "الاستمرار في بنائه هو عدم انصياع لما تمثّله اليونيفل من هيبة لمجلس الامن الدولي الذي وافق على انتشارها في الجنوب اللبناني على مرحلتين، الاولى بعد اجتياح اسرائيل للبنان، ومن ثم تعزيز انتشارها وتوسيعه في آب 2006 حيث بات عديدها 13 الف ضابط وجندي في جنوب الليطاني وذلك عقب العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006".
وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل لا تكتفي بوضع البلوكات وبناء الجدار في العديسة وفي اراضٍ لبنانية مقابل مستعمرة مسكافعام، انما تقوم بأعمال حفر خنادق للبنى التحتيّة للجدار، اي اضاءته خلال الليل، ما يمكّنها من استكشاف الجانب اللبناني خصوصا وان جيشها عاود اعمال تركيب السياج الحديدي على الجدار الاسمنتي في الجهة المقابلة لبلدة العديسة".
وأوضحت المصادر ان "الخروقات الاسرائيليّة للقرار 1701 تعدت، ومنذ اول العام الجاري، الـ70 خرقا يأتي في طليعتها الخرق الجديد المتمثل باعمال الحفر في وادي هونين مقابل بلدة مركبا فيما يُشتبه ان الجيش الاسرائيلي يقيم نقطة مراقبة على ارضٍ لبنانية من القرى السبع، وهي منطقة تحفّظ عليها لبنان خلال ترسيم الخطّ الازرق، كما ان من جملة الخروقات غير بناء الجدار، هي تفجير أنفاق عبارات المياه وكهوف المزارعين اللبنانين، وتهديد الجنوبيين عبر هواتفهم المحمولة والدخول اليها، ومطاردة الرعاة في تلال شبعا وكفرشوبا، واطلاق النار عليهم من خلال كمائن داخل الاراضي اللبنانيّة، فضلا عن التحليق المتواصل للطيران الحربي الاسرائيلي وخرقه حرمة الاجواء اللبنانيّة وانتهاك السيادة الوطنية، وهو ما نفّذه الطيران الحربي الاسرائيلي منتهكًا الأجواء اللبنانيّة لشنّ غارات على مطار دمشق مارًّا فوق الجنوب اللبناني، حيث استفاق الجنوبيون على أصوات قصف الطائرات لاهدافها في سوريا، إضافة الى اعتداءات الزوارق الحربيّة الاسرائيليّة على المياه الاقليميّة اللبنانيّة، ومطاردة الصيّادين وتوجيه الأنوار الليليّة نحو قواربهم وتهديدهم، والطلب منهم مغادرة تلك المياه والابتعاد الى الشاطئ وحرمانهم من تحصيل قوتهم اليومي".
وأشارت المصادر إلى أن "اللقاء الثلاثي العسكري في الناقورة سينعقد الاسبوع المقبل وسيناقش الخروقات الـ70 للخط الازرق ولبنان، بعدما وثّق الوفد اللبناني تقريرا مصورا بها ومدعما بالادلّة والحجج، فيما تتحضّر الدبلوماسيّة اللبنانية لتقديم شكوى لمجلس الامن الدولي على انتهاكات اسرائيل المتواصلة للاجواء اللبنانية".
بناءً على ما سبق، شدّدت المصادر على أن "الجيش اللبناني سيواصل تمركزه وتموضعه مقابل الأشغال والأعمال الإسرائيليّة، ولديه الاوامر الصارمة بالتصدّي لأيّ اعتداء، فيما يقوم جنود اليونيفل بمراقبة ما يجري خلف الحدود اللبنانيةّ وابلاغ قيادتهم في الناقورة لتكون على اطلاع ودراية بما يحدث في الجنوب على جانبي الخط الازرق، والمسارعة للاتصال بالجهة المعنيّة منعا لأي توتر أو تدهورٍ للأوضاع".