لفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، مار اغناطيوس افرام الثاني، الى اننا "نستذكر ما نمرّ به في وطننا المشرقي هذا من ويلات، حروب، مجازر وإبادات حتى. فبعد مئة عام من الإبادة الكبرى التي حدثت أيام الأمبراطورية العثمانية التي حصدت ملايين من المسيحيين خاصة من أخوتنا الأرمن ومن السريان بكل طوائفهم واليونان وهجرت الملايين الأخرى، اليوم نمرّ بظروف ليست ببعيدة عن تلك التي مرّ بها آباؤنا أيام السيف أو أيام الإبادة الجماعية. لقد إعترفت الأمم المتحدة بأعمال داعش وأخواتها من المنظمات الإرهابيّة بإعتبارها إبادة جماعية ضد المسيحيين وباقي الأقليات في هذا المشرق. الكثير من كنائسنا وأديرتنا دمرت. الآلاف من أبنائنا المسيحيين إضطروا لهجرة أرض آبائهم وأجدادهم وأصبحوا مشردين في مختلف أنحاء العالم."
افرام الثاني وخلال إفتتاح اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط إجتماعاتها صباح اليوم في بطريركية السريان الارثوذكس في العطشانة، شدّد على ان" نعلم أن مستقبلنا في هذه البلاد هو مستقبل العيش المشترك مع إخوتنا المسلمين، هو مستقبل نهيئه للأجيال القادمة من خلال ما نسنثمر اليوم من علاقات طيبة مع جراننا، علاقات يجب أن تبنى على الإحترام المتبادل، على إحترام حقوق الإنسان وكرامة الإنسان في هذه البلاد. إذا أردنا أن نحظى بمستقبل آمن وبالسلام يجب أن نعمل لهذا المستقبل ، وهذا العمل ليس واقع فقط على كنائس الشرق الأوسط بل هو عمل جماعي يجب أن ينخرط به الجميع. من هنا نادينا وننادي دائماً بأن يكون هناك لقاء على مختلف الأصعدة، لقاء مستمر بين المسؤولين الروحيين في هذه البلاد لكي يعملوا معاً من أجل إبعاد أفكار التطرف وتعزيز مبادئ العيش المشترك وتعزيز قيم الإنسانية، الحرية الدينية وإلى ما هنالك من القيم الروحية والإجتماعية التي ننادي بها جميعاً."