تؤكد معلومات متقاطعة بين حارة حريك وعين التينة وبين الرابية وبيت الوسط ان هناك مساع وافكاراً جديدة و"محاولات متجددة" لاعادة تزييت محركات التأليف ودفعها الى الدوران من اجل الوصول الى النتائج المرجوة. ويشير نائب بارز في تحالف حركة امل وحزب الله الى ان ما تردد في الساعات الـ24 الماضية عن طرح جديد لحكومة من 32 وزيراً ومبني على اساس الطرح المشابه اي زيادة عدد الوزراء المسلمين الـ15 وزيراً علوياً والوزراء المسيحيين الـ15 وزيراً سريانياً، هو ليس بطرح جديد وقد طرحه الرئيس المكلف سعد الحريري منذ فترة على الرئيس نبيه بري وسقط من وقتها. وينص هذا الطرح على استبدال المقعد العلوي بمقعد سني سابع وبذلك لا يخسر الحريري وزيراً سنياً وترتفع حصة الرئيس ميشال عون وزيراً اضافياً مسيحياً - سريانياً وبذلك يحصل التيار الوطني الحر والرئيس عون معاً على الثلث المعطل اي 12 وزيراً. ويقول النائب ان "الاب الشرعي" لهذا الطرح ليس معروفاً ولكن من حمله الينا هو الرئيس الحريري منذ فترة وقد اتى الرفض سريعاً من الرئيس بري المفوض بالتحدث بإسم تحالف حركة امل وحزب الله. وهذا الطرح خبيث ومفخخ ويضرب كل مفاهيم الميثاقية والعيش المشترك ويمس بجوهر كل الشعارات المرفوعة بعدالة التمثيل وانصاف كل المكونات الطائفية والمذهبية التي أكدت حضورها الشعبي والتمثيلي في الانتخابات النيابية الاخيرة. ويشير الى ان في الحكومة الماضية عندما جيّر الرئيس بري المقعد الشيعي الثالث للوزير فيصل كرامي كان استثناءً ولمرة واحدة فقط وكان هدفه انصاف كرامي كحليف كما كان فعل حزب الله عندما كان منح المقعد الشيعي الثالث للحزب القومي ومثله في الحكومة تصريف الاعمال الحالية الوزير الراحل علي قانصو.
ويؤكد النائب ان الافكار التي حملها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل منذ يومين الى الرئيس الحريري ليس جديدة وهي افكار قديمة- متجددة بالاضافة الى افكار جديدة يجري العمل على "روتشتها". ويقول النائب ان العلاقة بين باسيل والثنائي الشيعي في احسن حالاتها وهو لا يمكن ان يكون في وارد المس بالحصة الشيعية او الاخلال بالتوازن الميثاقي او المذهبي بين السنة والشيعة. ويلفت الى الخلاف "التقني" اليوم هو في كيفية تمثيل اللقاء التشاوري وتموضع الوزير السني السادس وهذا الامر الذي ستلحظه اية مبادرة جديدة.
ويضيف النائب المذكور ان ما توفر من معطيات عن اعادة الحراك الحكومي وما تردد في اجواء حركة امل وحزب الله وفريق 8 آذار ان هناك مبادرة جديدة لم يتم الافصاح عن مضمونها او نصها وهي قيد البلورة بين الحريري وباسيل وكل ما يمكن القول عنها انها "جدية" وقد تكون مفتاح "الفرج" وان التفاؤل والتمنيات بان تبصر الحكومة النور قريباً ولا معطيات او تفاصيل اضافية.
في المقابل يؤكد النائب ان اللقاء بين الرئيسين بري والحريري كان للتشاور في معظم القضايا الراهنة وخصوصاً في ملف الحكومة. ويشير الى ان الحريري لم يحمل مبادرة محددة لطرحها على الرئيس بري لكنه ابلغه بالمساعي الجديدة لبلورة مسعى قد يفضي الى التأليف الحكومي.
ويصف النائب تصريح الرئيس بري بعد اللقاء مع الرئيس الحريري بالتفاؤل "الحذر" وبالتمنيات التي تتراوح بين الـ50 في المئة للتأليف والـ50 في المئة لعدمه كما اثبتت التجارب الماضية ان "اللقمة قد تصل الى الفم وتنزع" في اللحظة الاخيرة لذلك يجب متابعة الاوضاع خلال الايام الثلاثة المقبلة لمعرفة حقيقة المساعي الحكومية الجديدة وقابلتيها للترجمة العملية.