اشار وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر الى ان القطاع الزراعي في لبنان يتأثر بمخاطر وتهديدات متعددة جراء العوامل المناخية من فيضانات وسيول وعواصف وجفاف؛ اضافة الى مخاطر تتعلق بالآفات النباتية والامراض الحيوانية وحرائق الغابات والتلوث؛ وغيرها من المخاطر الناتجة عن الحروب والازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قد تؤثر سلبا على القطاع الزراعي.
وفي مؤتمر صحفي لاطلاق وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأم المتحدة "الفاو" والمجلس الوطني للبحوث العلمية "CNRS" دراسة تحت عنوان "تقييم المخاطر على القطاعات الزراعية في لبنان للحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ"، اعتبر زعيتر ان "هذه الدراسة تشكل أرضية علمية اساسية لإعداد خطة وطنية للحد من المخاطر والتهديدات التي تصيب القطاع الزراعي والعمل على تنفيذها استنادا الى التوصيات والمقترحات التي توصلت اليها الدراسة وذلك على المدى القريب والمتوسط والبعيد مع رصد الموارد البشرية والمالية اللازمة، كما نتطلع أن تشكل هذه الدراسة بنتائجها مناسبة لإعادة تفعيل العمل الذي باشرته وزارة الزراعة وتحديث خطة الاستجابة التي اعدتها الوزارة خلال الكوارث والازمات في العام 2015 بالتعاون مع وحدة ادارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء التابعة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، والتي هدفت بشكل خاص الى تقوية قدرات وزارة الزراعة في مجال ادارة الكوارث، وتشكيل فرق عمل فنية وانشاء غرفة عمليات وطنية في وزارة الزراعة للاستجابة، اضافة الى انشاء نظام انذار مبكر وتطوير نظام ادارة المعلومات".
اضاف "لا شك ان الاستجابة للكوارث والازمات يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الادارات المعنية بهذا الملف اهمها الهيئة العليا للإغاثة، ومجلس الانماء والاعمار، ووزارة المالية، ووزارات الطاقة والمياه والبيئة والاشغال العامة والنقل، وغيرها من الادارات، وكذلك عبر اشراك المجتمعات المحلية. ونشير في هذا الاطار الى ان وزارة الزراعة تشارك بشكل فعال في اعمال اللجنة الوطنية المكلفة متابعة موضوع الكوارث والازمات على الصعيد الوطني بالتعاون مع وحدة ادارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء بالإضافة الى المشاركة في اللجان الفرعية المنبثقة عنها ومنها اللجنة المكلفة وضع خطة لمواجهة السيول في منطقة رأس بعلبك".
ثم القى ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" موريس سعادة كلمة اشار فيها الى انه تماشيا مع اوليات منظمة الفاو تم إعداد خطة وزارة الزراعة للاستجابة خلال الكوارث والأزمات من خلال لجنة على صعيد الوزارة، ولفت الى ان هذا التقييم والتنميط للمخاطر له دور أساسي لوضع الاستراتيجية الوطنية للقطاع الزراعي اذ ان البعد الاقتصادي لهذه المخاطر يشكل حيزا كبيرا من الاستثمارات في القطاع ان كان من ناحية الوقاية او التكييف او الاستجابة، ووفقا لتوصيات هذه الدراسة، تلتزم الفاو كمرحلة اولى بتقديم الدعم لوزارة الزراعة خلال عام 2019 من اجل اعداد الخطة الوطنية لإدارة الكوارث والحد من المخاطر والخسائر الناجمة عنها، والاستجابة السريعة والتعامل مع تغير المناخ من أجل تعزيز المجابهة وتقوية خدمات الأرصاد الزراعية/ المائية وتعزيز الروابط بين إدارات الأرصاد والزراعة والحد من مخاطر الكوارث وتغير المناخ.