وصف القيادي في التيار "الوطني الحر" امل ابو زيد، أن "الاجواء المحيطة بملف تأليف الحكومة بـ"الايجابية"، لا سيما في ضوء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم امس بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري"، مشيرا الى ان "هناك حركة فعلية، وعلينا ان ننتظر كيف ستتبلور"، مشددا على ان "التأخير لا يجوز ان يستمر مهما كان العذر".
وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم" لفت في هذا الاطار الى ان الحملة على الوزير جبران باسيل ليست جديدة، ولكنها اليوم قد تجددت ربما في ضوء نتائج القمة العربية الاقتصادية التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي في بيروت، او متابعته لملف عودة النازحين والعلاقة مع سوريا.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم" نوه ابو زيد بإعلان قطر أنها تعتزم شراء سندات سيادية بقيمة 500 مليون دولار لدعم سوق السندات"، مشيرا الى ان "هذه الخطوة منسقة مع الجانب الاميركي وان كان الامر بطريقة غير مباشرة"، معتبرا ان "الولايات المتحدة تتعاطى مع لبنان بـ"ضربة على الحافر واخرى على المسمار"، فمن جهة توجه الرسائل السياسية ومن جهة اخرى تجنّب لبنان خطر الانهيار الاقتصادي".
وفي سياق آخر، ذكّر ابو زيد ان "هدف الرئيس ميشال عون منذ ما قبل انتخابه هو محاربة الفساد، وهذه العملية لا يمكن القيام بها دون سلسلة من التشريعات قد اقر جزء منها، اما الآخر فمازال في اطار البحث النيابي"، مشيراً الى أنه "على الرغم من ان 90% من الطبقة السياسية متورطة بالفترة السابقة، لكن الاتجاه نحو الاصلاح هو امر يصب في مصلحة الجميع"، لافتاً الى "اننا اليوم امام ازمة اقتصادية فعلية، ومعالجتها تتم بتشريعات جديدة واتخاذ قرارات واجراءات صعبة وجريئة، معتبرا ان الجهات المانحة لن تقدِم على مساعدة لبنان في ظل استمرار الهدر"، معتبرا ان "المجتمعين العربي والدولي لن يستثمروا في لبنان دون رقابة فعلية، الامر الذي يتطلب اقرار قانون حق المعرفة وتفعيل النيابات العامة المالية".
وردا على السؤال، اعتبر ابو زيد ان "الحكومة مجتمعة تستطيع اتخاذ هكذا قرارات"، محذرا ان "الجميع على ذات السفينة".
الى ذلك، تطرق ابو زيد الى موضوع زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى سوريا، لافتا الى ان "الاخير جزء من الحكومة اللبنانية كونه وزير الخارجية، وبالتالي فانه لن يقوم باي خطوة لا تحظى بتوافق رئيسي الجمهورية والحكومة"، مشددا على ان "خطوة باسيل في هذا المجال تنطلق من المصلحة الوطنية".
وردا على سؤال، رأى ابو زيد ان "لبنان تأثر سلبا بالحرب السورية، اكان على المستوى الامني والاقتصادي، او لجهة استقبال النازحين"، معتبرا ان "رغبة لبنان كانت بعودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية، لكنه لا يستطيع ان يلزم العرب بذلك"، لافتا الى ان "الامارات اعادت فتح سفارتها في دمشق، والاردن رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي، وبالتالي كل هذه الاشارات تدل الى امكانية الحلحلة مع الخليج".
ولفت الى ان "الازمة السورية لا تنعكس فقط على الداخل السوري، بل ادت الى ازمة انسانية بشرية وازمة النزوح التي ستدفع في نهاية المطاف الى يقظة ضمير عالمية من اجل ايجاد حد لها".