أكد السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى أن "ليس هناك احتكار من الولايات المتحدة الاميركية بالمعنى التفصيلي للكلمة في ما يخص تسليح الجيش اللبناني ، فالولايات المتحدة لا تمانع إذا قامت فرنسا أو بريطانيا بتسليح الجيش"، معتبرا ان "المشكلة أن هذه الدول لا تقدم مساعدات وهبات للجيش اللبناني كالتي تقدمها الولايات المتحدة"، مشيرا الى ان "هناك مشكلة عند الأميركيين إذا قامت روسيا أو إيران بتسليح الجيش، علماً أن أياً من هذه الدول لن تستطيع تقديم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للمؤسسة العسكرية، والتي من المتوقع أن تصل إلى 300 مليون دولار للعام الحالي"، لافتا الى ان " هذا الرقم جيد بالنسبة للجيش اللبناني في ظل خفض الإنفاق هنا في الولايات المتحدة، وعلى العكس فقد ارتفعت المساعدات الأميركية بحدود 60 مليون دولار لهذا العام".
وفي حديث لصحيفة "الوطن" الأميركية رأى عيسى أن "الموضوع هو خيار ومقارنة بين المصلحة واللامصلحة بالنسبة للدولة اللبنانية، والجيش اللبناني مجهز بشكل جيّد لمحاربة الإرهاب وقد أثبت جدارته وقدراته في معركة تحرير الجرود، أما في موضوع تحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل فهذا أمر صعب، لا إيران ولا روسيا قادرتان على تحقيقه، وإسرائيل تقوم بضرب سوريا في ظلّ الوجودين الروسي والإيراني".
وأوضح عيسى أنه "بدأت بالتعاون مع بعض الفعاليات اللبنانية بتأليف لجان عمل، أو مجموعات دعم على مستوى الولايات الأميركية وهنالك 35 مجموعة دعم في شتى المجالات ومختلف الميادين، وهنالك مجموعة للتجارة وأخرى للسياحة وثالثة للصناعة ورابعة لتبادل البعثات الجامعية، كما توجد مجموعة للمنح الدراسية ومجموعة أطباء وأخرى للمحامين والمهندسين والسياحة وإحصاء اللبنانيين، إضافة إلى مجموعة تدير العلاقات مع المؤسسات الدينية... إلى غيرها من المجموعات التي تعمل على مساعدة اللبنانيين في أميركا وتقوم بتقديم العون لما تطلبه السفارة اللبنانية من أجل تحقيق سياسات الدولةاللبنانية"، مشيرا الى ان "هناك أعداد كبيرة من اللبنانيين الذين ولدوا في أميركا، إضافة إلى المهاجرين، وهذا العدد الذي قد يصل إلى ثلاثة ملايين نسمة يمكن الاستفادة منه، إذا قمنا أولاً بعملية إحصاء علمي وواقعي، وثانياً إذا أحسنا مخاطبتهم وخاصة الجيلين الثاني والثالث منهم فكثير من اللبنانيين يرغب بزيارة لبنان لكنه يتوجس من ذلك نتيجة الأخبار المغلوطة والمبالغ فيها، ولكن إذا تدخلت السفارة وقامت ببرامج تشجيعية وتحفيزية، فإن ذلك من شأنه تبديد المخاوف وتشجيع المترددين على زيارة وطنهم الأم"، مؤكدا ان "عدد اللبنانيين هنا كفيل بتكوين دورة اقتصادية ذاتية تدعم السياحة من خلال زيارة اللبنانيين، وكذلك إنعاش الصناعة عبر التصريف في السوق الأميركية".
من جهة اخرى كشف عيسى أنه "بالنسبة لرجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، قمنا بكل ما نستطيع كي نؤمن له ظروفاً أفضل ونساعده، وقد قام القناصل في السفارة بزيارته في سجنه للاطمئنان عليه، كما قاموا بتأمين بعض المتطلبات الطبية له. أما بالنسبة للتسوية التي حصلت بين تاج الدين والمدعي العام الأميركي، فالسفارة اللبنانية لم تتدخل فيها".
وعن تسريب الوثيقة السرية التي بعثها لوزارة الخارجية اللبنانية وفيها استجلاء للموقف الأميركي من مسألة دعوة سوريا لحضور القمة الاقتصادية والمشاركة في إعادة إعمار سوريا، اعتبر عيسى ان هناك ما يدعو للحزن وللأسف، لأن ما حصل هو جريمة يعاقب عليها القانون الذي يحظر تسريب أسرار الدولة، ويضع التسريب في إطار الحرب على عهد الرئيس ميشال عون وعلى الوزير جبران باسيل، كي يُقال بأن العهد يغرق بالتبعية للولايات المتحدة، بينما العكس هو الصحيح. لم أقم إلا بواجبي الوطني والأخلاقي وهذا يقع في صلب عملي كسفير للبنان لدى واشنطن، فعندما سرت في لبنان شائعات عن عقوبات مصرفية على لبنان سارعت لاستبيان الموضوع من وزارة الخزانة الأميركية التي أجابت بنفي كل تلك الشائعات وساهمت بإرساء الطمأنينة في القطاع المصرفي اللبناني، فلماذا لم أُتهم وقتها بالتبعية؟ أو ربما هناك من يسعى للنيل مني شخصياً والترويج بأنني لا أملك خبرة كافية، وأنه تنقصني الحنكة كي أكون سفيراً، ويسعى للحلول مكاني؟ على كلٍ، فإنّ رئيس الجمهورية ووزير الخارجية يعلمان بكل ما أقوم به من أجل خدمة المصالح اللبنانية وتحقيقها. كذلك الأمر في موضوع زيارة البطريرك الراعي إلى الولايات المتحدة، اتهمني البعض بأنني أنا من "فركش" الزيارة نتيجة "أخطائي وعدم خبرتي"، كما ادعى أحدهم، بالرغم من أني كنت أعد العدة للسفر واستقباله في ولاية ميشيغن، وكأن هناك سمفونية تعمل على استهدافي شخصياً من منطلق "قوم لأقعد محلك".