رفعت المقاومة الفلسطينية مستوى الجاهزية لديها عبر الاستنفار والتأهّب على مستوى الأجنحة العسكرية كافة، بما شمل إخلاء المواقع والمراصد الحدودية، في ضوء تقدير بإمكانية الذهاب إلى مواجهة عسكرية قريباً، من أجل تحقيق أهداف واضحة في شأن الوضع الإنساني في قطاع غزة. ويقول مصدر في المقاومة، لـ"الأخبار"، إن قراراً توافقت عليه الفصائل، بالعودة إلى المقاومة الشعبية، مع استخدام أدوات ضغط جديدة ضدّ مستوطنات "غلاف غزة" ومواقع الجيش الاسرائيلي.
هذا الأمر لمسته إسرائيل منذ أيام، فأبدت استعدادات ميدانية مقابلة، في وقت نقل فيه محرّر الشؤون العربية والفلسطينية في "القناة العبرية العاشرة"، تسيبي حزكيلي، أن "حماس تشعر بنوع من القوة حالياً، ولا مشكلة لديها في جولة قتال محدودة يحدث فيها قصف للمستوطنات والمدن إذا تطلّب الأمر". وأضاف حزكيلي: "هي تعي جيداً كيف تسير السياسة في إسرائيل، وتعلم أن عملية واسعة ضد القطاع لن تحدث قبل الانتخابات، وأن أي مواجهة تكتيكية قد تنتهي باتفاق يقوده الوسيط المصري".
مع ذلك، تتواصل المباحثات المتعددة الأطراف مع "حماس". فالمصريون الذين قادوا الوساطة السابقة، يواصلون محاولاتهم إقناع الحركة بالحفاظ على الهدوء، وهو ما ردّت عليه الأخيرة بأنه "لا معنى له في ظلّ تنصّل الاحتلال من تعهّداته في المرحلتين الأولى والثانية من التفاهمات، شاكية في الوقت نفسه «بطء الإجراءات المصرية المتفق عليها... بجانب استمرار إغلاق معبر رفح منذ قرابة شهر".
وعلمت "الأخبار" أن "حماس" أبدت استياءها من مواصلة القاهرة إعاقة الجولة الخارجية لقائدها إسماعيل هنية بطريقة غير مباشرة، مع أنها أبدت موافقتها أخيراً على خروج هنية في جولة أخرى بخلاف زيارته للعاصمة الروسية موسكو التي تأجّلت حتى نسيان المقبل، ثم سرعان ما تراجعت ورهنت ذلك بفتح "رفح" في الاتجاهين. وفي ما يخصّ المعبر، جدّد وزير الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ، رفض عودة موظفيها إلى المعبر.