أشارت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها الى أنه "و بعد مرور 600 يوم على اندلاع الأزمة الخليجية التي تسببت بها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث فرضت حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا ظالمًا على دولة قطر، بتهم عجزت تلك الدول عن إثباتها، تجد دولة قطر نفسها في موقف أقوى حيث انتصرت لسيادتها وكرامتها ورفضت رهن قرارها لتلك الدول التي أغضبها استقلال القرار القطري، فسعت لفرض الوصاية على الدوحة التي رفضت ذلك، كما رفضت المساومة على حقوقها وكرامتها ولن تقبل يومًا أن تدور في فلك أحد، شاء من شاء وأبى من أبى، وعلى رباعي الحصار إدراك ذلك وتوفير الوقت على أنفسهم لأن قطر عصّية عليهم ومخططاتهم فاشلة وسترتد عليهم".
وشددت على أن "دول الحصار التي لم تراع أي حرمة في حصارها لدولة قطر تجد نفسها اليوم في موقف محرج أمام العالم حيث انكشف زيف ادعاءاتها الباطلة ضد قطر بدعمها للإرهاب، ذلك لأن قطر تحدتهم أمام الجميع في تقديم دليل واحد يدعم مزاعمهم فما كان من تلك الدول إلا المماطلة وإخراج البيانات الجوفاء، وشن حملات التضليل الإعلامية التي واجهتها دولة قطر بالحقائق وبإعلانها الصريح قبولها بالحوار ودعمها للمساعي الكويتية في حل الأزمة، فقطر منفتحة على جميع المبادرات التي تُقدَّم من أجل حل الأزمة، إلا أن دول الحصار واصلت تعنّتها، ورفضت الجلوس للحل وإنهاء الحصار المفروض"، لافتة الى أن "الحصار الذي أرادت له دول الرباعي الإضرار بقطر وتركيعها، جاء بنتائج عكسية وكان دافعًا لقطر نحو التميز والتحليق عاليًا دون قيود وهو ما أكدته الأرقام، فقطر نجحت سياسيًا في عقد تحالفات استراتيجية ونوعت شراكاتها مع قارات العالم أجمع، ومن الناحية الاقتصادية والتجارية تفوّقت قطر على دول الحصار على صعيد أداء أسواقها المالية، رغم ظروف الحصار، في حين دفعت الدول التي انحازت إلى موقف السعودية ثمن تعثّر سياسات الرياض الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية، حيث أقبل المستثمرون الأجانب على الأسهم القطرية أكثر من إقبالهم على دول الحصار، كما عملت قطر على تنويع مصادر غذائها، واعتمدت بشكل أساسي على منتجاتها الوطنية كمصدر دائم لسكانها؛ فشهد الإنتاج الزراعي والحيواني قفزات كبيرة منذ الأيام الأولى وحتى 600 يوم من الحصار، وتضاعف الإنتاج ثلاثة أضعاف، تجاوزت قطر الحصار بكل سهولة وانتقلت إلى مراحل متقدمة في سبيل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".