أفادت صحيغة "الخليج" الاماراتية بأن "المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يحاول بث الروح من جديد في اتفاق السويد، الذي وقّع منتصف الشهر الماضي بين الشرعية اليمنية والمتمردين الحوثيين، بعد أن أعطى المتمردون إشارات واضحة تؤكد عدم رغبتهم في تطبيقه والالتزام ببنوده، ومن ثمّ التحايل على استحقاقاته وفتراته الزمنية، حيث يقوم جريفيث منذ أيام بجولات مكوكية بين صنعاء وعدن والرياض، كانت آخرها الزيارة غير المعلنة مسبقاً، التي قام بها أمس إلى صنعاء".
ولفتت إلى أن "زيارات مارتن إلى المنطقة جاءت إثر تقديم الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت استقالته من رئاسة لجنة إعادة الانتشار للقوات العسكرية في الحديدة، المشكّلة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451، قبل أن يتراجع عنها بعد ضغوط مورست على المتمردين الحوثيين، الذين طالبوا باستقالته تحت حجج واهية، غير أن العنوان العريض لموقفهم هذا يكمن في رغبتهم في التنصل من ما تم الاتفاق عليه في السويد"، مشيرةً إلى أن "عودة كاميرت إلى مهامه جاءت إثر وعود تلقاها جريفيث من المتمردين بتنفيذ الاتفاق وعدم عرقلة المهمة التي جاء الرجل من أجلها، المتمثلة بانسحاب سريع وحقيقي للميليشيات، خاصة من ميناء الحديدة الرئيسي وميناءين صغيرين آخرين هما الصليف ورأس عيسى".
وأشارت الصحيفة إلى أن "غريفيث يرى أن هناك إرادة سياسية تبديها جميع الأطراف، لوضع حد للصراع القائم في البلاد، وأن هناك توافقاً وقناعة لديها أن الطريقة المثلى للقيام بذلك هي من خلال طاولة المفاوضات، وليس ساحة المعركة، لكن يغيب عن المبعوث الأممي حقيقة أن الميليشيات المتمردة لديها سوابق في نكث العهود ونقض الاتفاقات، وقد أظهرت تحركاتها الأخيرة في الحديدة، نيتها في الالتفاف على قرارات مجلس الأمن الدولي، كما كان حالها في الالتفاف على الاتفاقات بينها وبين القوى السياسية، بعد اقتحامها العاصمة صنعاء، خاصة عند تطبيق اتفاق السلم والشراكة، الذي ضربت به عرض الحائط وتخلت عن كل الشركاء السياسيين في البلاد، وفي مقدمتهم حزب المؤتمر الشعبي العام، ورئيسه الراحل علي عبد الله صالح نهاية العام الماضي، الذي كان الضلع الثاني في تحالف ما بعد الانقلاب وصحيح أن تحركات المبعوث الأممي مارتن جريفيث تدخل في إطار تدوير زوايا البحث عن حل، لكن يجب أن تكون أجهزة الأمم المتحدة واضحة تجاه الحوثيين من خلال إلزامهم بتطبيق الاتفاق وعدم تدليلهم أكثر، لأن ذلك يعد رسالة خاطئة تزيد من التلاعب الذي يقومون به، والذي من شأنه أن ينسف اتفاق السويد والخطوات القادمة للعملية السياسية برمتها ويعرّض فرص السلام في اليمن للفشل الذريع".
وأضافت: "لذلك فإن التزام الطرفين باتفاق السويد، الذي يتحدث عنه جريفيث، يبقى منزوع المضمون؛ لأن الذي يجري على الأرض من قبل ميليشيات الحوثي يتنافى مع هذا التقييم، وجاءت مواقف كاميرت الأخيرة لتثبت أن ما أقدمت عليه في الحديدة لا يعدو كونه رغبة لديها في إظهار التزامها بالاتفاق بينما في الحقيقة هي تقوم بنسفه من الداخل".