حسم التشكيل الحكومي بعد أسبوع حافل بالمفاوضات ادى الى ولادة "حكومة العهد الأولى" كما سماها رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد اتفاق على انتظار تنازل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مباشرة على الهواء. وقد جاءت التشكيلة جاءت لتنهي الفراغ وتُطلق العمل الوزاري المنتظر.
من راقب الحراك الباريسي نهاية الأسبوع الماضي لم يكن ليتخيّل للحظة أن نهاية الانتظار والمدّ والجزر الحكومي ستكون وشيكة، ولكن من سمع كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وخطاب التهدئة الذي إنتهجه، كان ليدرك أن خلف هذا كلّه أمر ما يطبخ على نار حامية الى أن ولدت الحكومة، فما هي العوامل التي حرّكت عجلة التأليف وأنهت مسار تسعة أشهر من الإنتظار؟ وما هي أبرز الملفات التي تنتظر الحكومة العتيدة؟.!
"ولادة الحكومة في هذا الزمن وبتوقيت سياسي محلي وإقليمي يثبت أن كل الجهات في الداخل كانت تعيق التأليف، والصحيح أكثر أن تلك الجهات ما كانت لتلعب كل هذا الوقت لولا وجود كلمة سرّ خارجية كانت تشدد على عدم تأليف الحكومة". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، لافتاً عبر "النشرة" الى أن "ما جرى في باريس نهاية الأسبوع الماضي ليس إجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري بوزير الخارجية جبران باسيل أو برئيس حزب "القوات" سمير جعجع إنما تقاطع مجموعة مصالح تقودها دول كبرى الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، فرنسا، السعودية وجميعها ساهمت بإنضاج التفاهم الذي أدى الى ولادة الحكومة". في حين أن الكاتب والمحلل السياسي خليل فليحان فيشير الى أن "رغبة القوى الداخليّة بالحصول على عدد أكبر من الوزراء في الحكومة هو الذي أخّر التأليف".
يلفت فليحان الى أن "العنصر الضاغط لتشكيل الحكومة أيضاً هو دخول فرنسا على الخط وايحائها أن مؤتمر "سيدر" ممكن ألاّ يبقى كما هو، وعندما توجه الحريري الى باريس سمع هذا الكلام بالمباشر"، مضيفاً: "حزب الله لعب دوراً أساسياً في إنهاء مسألة تمثيل "اللقاء التشاوري" وإقناعهم بالقبول بالحلّ الذي تم التوصّل إليه، وذلك تم ربما بناء على طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون لأن الاوضاع الاقتصاديّة وغيرها باتت لا تحتمل".
"الحكومة العتيدة ستكون إستمرارا للحكومة السابقة، والتحدّي الأبرز أمامها هو في إقناع الرأي العام بالبنود الجديدة التي تريد إعتمادها". وهنا يرى وسيم بزي أن "لا أهمية للحصص العدديّة داخل الحكومة لأنّ حجم التفاهمات السياسيّة هو الذي سيتحكّم بالعمل داخل الحكومة مستقبلاً". أما خليل فليحان فيعتبر أن "الملفات التي تنتظر الحكومة أساسيّة لمستقبل البلد الإقتصادي خصوصاً"، مشيرا الى أن "من الملفات الأساسية التي تحتاج الى العمل الجدّي اضافة الى الاقتصاد، مؤتمر سيدر، ملف الكهرباء وغيرها من الامور التي تهمّ المواطنين".
إذاً ولدت الحكومة العتيدة، لتبقى العين على الملفات الحياتية الاساسيّة التي تمسّ المواطنين خصوصا عدم رفع الضرائب الّتي يهدّد بها المسؤولون بدل محاربة الفساد، وكيفية معالجة الشأن الاقتصادي؟!.