نوّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمة له قبيل مغادرته وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، مطار بيروت الدولي، متوجّهين إلى الإمارات بالتزامن مع زيارة البابا فرنسيس إليها، للمشاركة في أعمال مؤتمر "الاخوة الإنسانية" بدعوة من مجلس الحكماء المسلمين، إلى أنّه "يسعدنا أن نلبّي دعوة الإمارات للمشاركة في المؤتمر الدولي الّذي تنظمّه، وموضوعه الجميل عن "الاخوة الإنسانية" الّذي نحن بأمسّ الحاجة إليه. كما يسعدنا حضور البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب".
وحمّل الراعي والعبسي، ممثّل رئيس الجمهورية ميشال عون النائب سيزار أبي خليل، التهنئة "من كلّ القلب للحكومة الجديدة، وهذه الفرحة ليست فقط للرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، ولكن هي فرحة لكلّ الشعب اللبناني وكلّ الأسرة العربية والدولية، لأنّ الجميع كان ينتظرها"، مركّزَين على "أنّنا نتمنّى من الحكومة الجديدة الانطلاق لأنّ التحديات أمامها كثيرة، بخاصّة بعد تسعة أشهر من الانتظار، حيث تراكمت على لبنان خسائر وحاجات كثيرة، وطبعًا نحن سنرافقها بالصلاة".
ورأى الراعي أنّ "التحدي الكبير أمام الحكومة هو الدعوة إلى الاخوة. أمّا في ما يتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط، فماذا يوجد فيها بعد من الإنسانية؟ عندما نرى دوًلا في الشرق الأوسط والغرب تذكي الحروب وتفرضها من دون أن يهمّها الملايين من الناس الّذين تشرّدوا على الطرقات وباتوا في الخيم ومنهم من مات في البحار، وكأنّ هؤلاء ليسوا بكائنات بشرية".
كما وجّه "تحية كبيرة إلى الإمارات الّتي تنظّم هذا المؤتمر، حيث سيشرف عليه البابا فرنسيس الّذي سيكون أوّل بابا يزور منطقة الخليج ويحمل شعار "اجعلني أداة لسلامك"، وهذه من كلمات صلاة شفيعه مار فرنسيس"، لافتًا إلى "أنّنا كلّنا نقول اجعلني أداةً لسلامك، ونحن بالنسبة لنا وللبطريرك العبسي نشارك بدعوة رسمية، وسنشارك بمداخلات سنقدّمها حسب الطلب الّذي وجهوه لنا".
وكشف أنّ "الموضوع الّذي سأقدّمه شخصيًّا هو "الاخوة الانسانية- تحديات وفرص"، ونحن سعداء جدًّا بهذا الموضوع، لأنّ الناس وكأنّهم فقدوا روح الاخوة ونسوا أنّنا جميعًا أبناء الله الواحد مهما تنوّعت أدياننا وثقافتنا وألواننا وعرقنا"، مشدّدًا على "أنّنا جميعًا عائلة بشرية واحدة وقيمتها أنّنا متنوّعون، وقيمتنا أنّنا في لبنان يسعدنا أن يكون نظامنا السياسي نظامًا منفتحًا بهذا الموضوع".
وأوضح أنّ "النداء القوي الّذي سيصدر هو "كفى حروبا" لأنّنا نريد السلام، وكلّ إنسان يحقّ له أن يعيش بسلام، ولا أحد خلق حتّى يعيش مقهورًا أو مشرّدًا أو مهجّرًا خارج أرضه ووطنه، فكلّ الّذين تركوا أرضهم سواء في سوريا أو العراق أو فلسطين، أُرغموا على ذلك، وهم جماعة مسالمين كانوا يعيشون في بيوتهم آمنين". وأعرب عن اعتقاده أنّ "هذا هو التحدي الكبير، والنداءات الّتي سيرفعها البابا فرنسيس في وجه كلّ أسياد الحروب الّذين من أجل مصالحهم ومن أجل تجارة السلاح ومن أجل استراتيجياتهم، يعبثون بكلّ الناس، والعالم بحاجة إلى اخوة".
من جهته، أشار العبسي، إلى "أنّنا نعتبر أنّ الاخوة تكمن في وجود الكنائس المسيحية في الخليج، وفي تلك المنطقة ليس عندهم فكرة عن وجود الكنائس المشرقية المسيحية في منطقتنا، وحضورنا إلى جانب البابا فرنسيس يعطي حقيقة الواقع الديمغرافي في بلادنا المشرقية هنا، وحضورنا كمسيحيين فاعلين في منطقتنا؛ ومن هنا أهمية حضورنا لهذا المؤتمر الّذي سنكون فيه إلى جانب البابا ككنائس مشرقية".