حظي اعتراف دولة الإمارات الرسمي بوجود جالية يهودية على أراضيها باهتمام إسرائيلي خاص، إذ وُضع في سياق تطور العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، وإمكانية تظهيرها إلى العلن. وإذا كان الحديث عن «الاعتراف» بتلك الجالية قد جاء في سياق زيارة البابا فرنسيس للإمارات، إلا أن الأمر يتجاوز مجرد تمكين اليهود من ممارسة طقوس دينية علناً، أو افتتاح كنيس كما ورد في الإعلام العبري، ليرتبط كذلك بالأسر الحاكمة في الدول الخليجية على اختلافها، والتصاق الحاخامات بالأمراء والمشايخ داخل قصورهم ودورهم في ما يوصف بـ«المشورة والنصيحة».
صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن الحاخام الأميركي، مارك شنيير، أن «الإجماع السائد» بين كبار المسؤولين الإماراتيين، هو أن العلاقات مع إسرائيل باتت «قاب قوسين أو أدنى». ولفت شنيير، في حديث مع الصحيفة من أبو ظبي حيث يحلّ ضيفاً، إلى أنه تحدث مع وزراء من الإمارات ومسؤولين كبار فيها، أكدوا له أن العلاقات مع إسرائيل ليست «مسألة إذا»، بل هي «مسألة متى».
الإعلام العبري: العلاقات مع الخليج «مسألة وقت»
والحاخام شنيير، كما يرد في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هو «ابن البيت» في دول الخليج، وتحديداً قصور أمرائها ومشايخها، حيث يعمل «مستشاراً» في شؤون الأديان. وقال للصحيفة إنه «الآن، بفضل الاعتراف الرسمي، تجري مداولات حول إقامة كنيس حقيقي ومطعم شرعي (طعام يهودي)، وكذلك بركة تطهير». وبحسب شنيير، «لا شك في أن الاعتراف الرسمي بالمجتمع اليهودي هو نتيجة لارتفاع حرارة العلاقات ودفئها بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل».
وأشارت «يديعوت» إلى أن لا أرقام محددة رسمية لعديد «الجالية اليهودية» في الإمارات، وإن كان التقدير يصل إلى ما بين 2000 و3000 يهودي موجودين تحديداً في إمارتَي دبي وأبو ظبي، ومن بينهم محليون (إماراتيون)، ومن دول أوروبية وأميركية، وكذلك من جنوب أفريقيا.
وشدد الحاخام شنيير، في حديثه، على أن المسألة لا تتعلق فقط بالإمارات، بل بدول الخليج عامة، التي تسعى تدريجاً إلى الاعتراف بإسرائيل، ومن بينها قطر التي تستضيف عام 2022 مباريات كأس العالم لكرة القدم، و«التي توجهت إليّ للمشورة في توفير الطعام الحلال لليهود المتوقع قدومهم إلى الإمارة لمشاهدة المباريات».