أكدت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية أن "مسارعة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى زيارة بيروت حتى قبل ان تنال الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب الأسبوع المقبل، بدت في سياق محاولة توجيه رسائل في أكثر من اتجاه، أولاً لجهة حرص إيران على إظهار دورها كحاضنة لإنجاز الولادة الحكومية بعد 8 أشهر ونيف، وثانياً قطْف ثمار هذا المسار الذي كانت إيران بكّرت في رسْم "علامات انتصارها" فيه بكلام القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني غداة الانتخابات النيابية بأن لبنان سيكون على موعد مع حكومة مقاومة".
ورأت الأوساط أن "إفراج إيران عن الحكومة جاء في إطار "رسالة حسن النية" تجاه أوروبا بملاقاة آلية التبادل التجاري مع إيران، إلا ان زيارة ظريف معطوفة على كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي بدا بمثابة إغراقٍ لها بـ "جدول أعمال" إقليمي تعكس محاولة لاقتياد لبنان الى "خط المواجهة" كـ "صندوقة بريد" وأكثر، وخصوصاً عشية مؤتمر وارسو الذي سيسعى الى "تدويل" المعركة ضدّ نفوذها خارج حدودها وإعادة إيران الى إيران، والذي استبقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإعلان أن "إيران وحزب الله، يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أميركا الجنوبية"، كاشفاً أن مؤتمر بولندا سيناقش هذه المسألة".
واعتبرت الأوساط أن "هذا السلوك في إلحاق لبنان بالمحور الإيراني عبر تصريحات نصر الله وزيارة ظريف، وهو أول مسؤول في المنطقة يهنىء لبنان بحكومته "وجهاً لوجه"، يفسّر جانباً كبيراً من "الفتور" الخليجي خصوصاً حيال الحكومة الجديدة التي اعتُبرت مختلّة التوازن لمصلحة "حزب الله" وحلفائه، وسط إشاراتٍ الى أن هذه الحكومة موضوعة "تحت المراقبة" العربية كما الدولية لتبيان إذا كانت ستفي بالتزاماتها حيال النأي بالنفس والقرارات الدولية وذلك كمدْخلٍ لتسييل المساعدات والقروض التي خُصصت للبنان في مؤتمر "سيدر" أو تلك التي وعدتْ بها دولٌ خليجية".