شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي على أن "مدينة صور كانت تعيش حال اضطهاد مطلع القرن العشرين على أيدي الاحتلال الفرنسي، ومع قيام الجمهورية اللبنانية، عانت صور ومنطقتها من الحرمان، ولا سيما أن الدولة التي اقتصر شغلها على العاصمة وما حولها والجبل، حرمت هذه المناطق، لذلك عاشت باضطهاد وفقر وحرمان على كل المستويات، إلى أن أتى التهجير الفلسطيني الذي زاد أعباء على هذه المدينة، إذ لدينا ستة مخيمات فلسطينية تحيط بمنطقة صور، وبالتالي زادت أعباء المدينة على الرغم من انها كانت عرضة للعدوان الإسرائيلي بمختلف أشكاله، وهي تعرضت أيضا للعدوان عام 1978، أي قبل الاجتياح عام 1982، فالاجتياح الذي حصل عام 1982 كان أضخم عدوان إسرائيلي على لبنان وجرى فيه احتلال العاصمة بيروت، آنذاك انتفضت الناس في هذه المدينة".
ولفت إلى أنه "في هذا الوقت يمكننا ان نتحدث عن دعم أساسي قدم من الشعب الإيراني لأهلنا اللبنانيين في مدينة صور ومنطقتها، تمثل بقيام الحرس الثوري بدعم المقاومين اللبنانيين وتمثل أيضا بتوجيه الإمام الخميني لجميع المقاومين باتجاه مقاتلة العدو الصهيوني، ويومذاك منحهم الامام الخميني الفتوى التي أجازت للشهيد أحمد قصير أن يقتحم مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور ويدمره على الجنود والضباط الإسرائيليين الذين فاق عددهم 150 جنديا وضابطا، وطوال هذه السنوات منذ العام 1982 حتى العام 2000، لم تتوقف إيران بشعبها ودولتها وقائدها عن تقديم الدعم للمقاومين، حتى جرى تحرير معظم الأراضي اللبنانية، وفي العام 2006 عندما شن هذا العدوان، لم يقف بجانب لبنان سوى سوريا الأسد وإيران الثورة والدولة بقائدها وشعبها العظيمين، لذلك تعرضت مدينة صور في العام 2006 لمجازر هي وقضاؤها، واستشهد العديد من العائلات وأصيب المئات من الجرحى".
وأشار إلى أنه "بحمد الله تعالى طوال هذه السنوات كان الشعب الإيراني العزيز يقف بجانبنا من خلال قائده ودولته، ونحن بكل ثقة نقول، إنه لولا هذا الدعم الذي قدم من هذا الشعب العزيز، لما كان بإمكاننا لوحدنا أن نواجه هذه التحديات العظمى، لان من كان يشن الحرب على لبنان وإن كان القوات الإسرائيلية، إلا أنها كانت تتمتع بدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الأنظمة العربية وعلى رأسها السعودية"، لافتاً إلى أن "صور حررت في المرحلة التي سبق تحرير الشريط الحدودي الذي أخذ وقتا طويلا، وهي وإن احتفلت بحريتها، إلا انها أدركت أنها يجب أن تكون قاعدة لانطلاق عملية تحرير الأراضي التي كانت لا تزال محتلة، لذلك احتضنت هذه المدينة السيد عباس الموسوي وهو قائد لهذه المقاومة من قبل استشهاده، وعاش فيها، وكما سار في قراها المحررة، ومن هذه المناطق كان يجري الإعداد والتجهيز والانطلاق لمقاومة المحتل في المناطق التي حافظ على قواته فيها".
وأضاف: "مدينة صور تعرضت لعدد من الاعتداءات التي أدت إلى مجازر دامية، ولكن بالنظر إلى وجود عدد كبير من المراسلين الأجانب، شكلت صور من خلال الدور الفاعل لإعلام المقاومة آنذاك، المصدر اللبناني الذي من خلاله رأى العالم مجريات الحرب"، مشيراً إلى ان "صحيح أن الجنوبيين عاشوا منذ العام 2006 حتى الآن أياما من السرور والسعادة لم يعيشوها منذ قيام الكيان الصهيوني، إلا أنهم أيضا يدركون أن هذا الاستقرار لا يمكن أن يحافظ عليه إلا من خلال زيادة قدرات المقاومة على ردع العدوان الإسرائيلي، وهنا يحضر دور الشعب الايراني العزيز في دعم مقاومتنا، فبفعل هذا الدعم، تمكنا من بناء ترسانة صاروخية مهمة جدا، والأخوة في إيران حسنوا قدرات الصواريخ البالستية على الإصابة الدقيقة، وبالتالي اليوم إبعادنا لشبح الحرب عن بلادنا، ندين به لهذه القوة التي نراكمها بالاستناد إلى أصدقائنا في إيران وسوريا".