ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس عيد مار مارون في الكرسي الأسقفي في المقر الأول للبطاركة الموارنة في كفرحي حيث هامة القديس مارون، عاونه فيه الخوري اندراوس الطبشي، في حضور عدد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى خيرالله عظة بعنوان "لقد أتت الساعة لكي يمجد ابن الإنسان"، تحدث فيها عن "مار مارون الذي نحتفل بعيده اليوم ويعود بنا التاريخ الى القرن الرابع الذي عاش فيه القديس مارون بين سنة 350 و410، وفي هذه المناسبة والعودة الى التاريخ دعوة الى كل واحد منا، نحن ابناء مارون المنتشرين في العالم للعودة الى الاصالة والروحانية التي وضعها وعاشها ابونا القديس مارون الناسك والكاهن. مارون ترك كل شيء في هذه الدنيا، تخلى عن كل شيء وراح يعيش حياة نسكية متجردة متقشفة على قمة جبل في منطقة انطاكيا. راح يكرس حياته في سبيل علاقة مميزة مثلثة، علاقة مع الله، علاقة مع اخوته البشر وعلاقة مع الارض التي قدسها الله وخلقها لتكون في خدمة الانسان".
وشدد على أن "سر ثبات الكنيسة واستمراريتها حتى اليوم هو أن تلاميذ مارون وشعب مارون عاشوا كلهم شعبا واحدا حول رأس واحد، رأس كنيستهم هو البطريرك منذ يوحنا مارون حتى اليوم"، متسائلا: "نحن اليوم، وفيما نعيد عيد أبينا مار مارون، علينا أن نقف وقفة ضمير، في فحص ضمير لنسأل أين نحن اليوم من سر استمرارية كنيستنا وشعبنا على وجه الارض؟ أين نحن اليوم من إيماننا بالله وثقتنا الكاملة به؟ أين نحن اليوم من انفتاحنا على البشر اجمعين، بكل تعددياتهم الطائفية والدينية والثقافية؟ أين نحن اليوم من تعلقنا بأرضنا المقدسة التي أعطانا الله إياها لتبقى تدعونا الى الاصالة والى التجرد عن كل شيء والى العيش في حرية كاملة؟ انها دعوة الى كل واحد منا، الى كل واحد من ابناء مارون، كائنا من كان، من اكبر المسؤولين في الكنيسة وفي السياسة، الى آخر ماروني ولد اليوم، نحن مدعوون الى ان نلبي الدعوة التي لباها ابونا مار مارون وجميع القديسين والنساك الذين تبعوه ومار شربل ليس الا شاهدا من مئات وألوف الشهود على هذه الروحانية لتبقى حاضرة في ضمير كل ماروني أينما وجد في العالم ولا تخافوا، نحن لسنا خائفين والعاصفة التي تعبر بنا اليوم هي عاصفة عابرة كما عبرت عواصف أخرى أشد منها في التاريخ وبقينا ثابتين واليوم أيضا ستعبر العاصفة مهما قست ونحن واقفون لأننا لم نتعود الركوع ولا السجود الا لله وحده. لا تخافوا، نحن أقوياء بالمسيح يسوع، اقوياء بقديسينا واقوياء بشهدائنا وبطاركتنا ومطارنتنا من وادي قنوبين حتى آخر بقعة في الارض، أقوياء بشهودنا وعائلاتنا المباركة والمقدسة، نحن اقوياء لأننا احرار ونريد ان نبقى احرارا".