لفت الوزير السابق أشرف ريفي، في رسالة وجّهها إلى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الذّي يزور لبنان، إلى أنّ "تحية لبنانية نوجّهها على الرغم من كلّ ما سبَّبت سياسة إيران للبنان وللكثُر من الدول العربية، من ضررٍ فادح وفوضى عنف ولا استقرار، ونتوجّه إليك بوصفكَ أحد مهندسي الخطاب الإيراني الدبلوماسي الّذي يجهد دون نتيجة في تجميل مشروع السيطرة الّذي يختزن حلم بناء دورٍ إقليمي لإيران على أنقاض دول عاثت فيها دولتكم خرابًا وأسّست فيها الميليشيات المسلحة، وجعلت من حاضرها جحيمًا ومن مستقبلها سرابًا، تحت غطاء ما يُسمّى بمشروع المقاومة والممانعة".
وركّز على أنّ "بوصولك إلى بيروت الّتي فاخَر أحد مسؤولي إيران بأنّها أصبحت تحت سيطرتكم من ضمن أربع عواصم عربية، نصارحكَ وأنت لا شكَّ تعرف، بأنّ نظرة جزءٍ كبير من اللبنانيين لإيران هي نظرة المتوجّس الدائم من سلوكها المدمِّر للبنان ولدولته ومؤسساته، ومن إستهانتها بوجوده ككيانٍ وكدولةٍ مستقلة، فأنتم تتوجّهون في خطابكم إلى الشعوب وتتجاهلون أنّه يُفترض بكم التعاطي مع الدول وفق الأصول".
ونوّه ريفي إلى أنّ "ذلك ربّما يعود إلى أنّكم تتعاطون معنا كثورة معدّة للتصدير، وتحاولون في الوقت نفسه إيهام العالم بأنّكم دولة ملتزمة بالقانون الدولة"، سائلًا "ألم يَحن الوقت لتعود إيران إلى السلوك الطبيعي، فتقتنع بأنّ طريقها الى المنطقة لا تمرّ بالمطامع والهيمنة، وأنّ استثمارها في الفوضى والعنف عبثيٌ لا محالة، وهو يرتدّ سلبًا على الشعب الإيراني أوّلًا وعلى دول المنطقة، ويضع إيران في خانة الدول المارقة والمعزولة وهو ما يحصل فعلًّا؟".
وتوّجه إلى ظريف قائلًا: "تأتي إلى بيروت على وقع كلامٍ قاله المين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أقحمَ فيه لبنان رغمًا عنه في صراعكم مع العالم العربي والمجتمع الدولي، فكشف أنّ تسليحكم وتمويلكم للميليشيات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ما هو إلّا لاستعمالها في مشروعكم على حساب هذه الدول ومصالحها".
وشدّد على أنّ "اللافت أنّ من يُبدون الإستعداد لتوريط بلدانهم في صراعاتكم من أجل النفوذ الإقليمي، صمتوا عن صمتكم حين عرَّضوا أنفسهم وبلدانهم لتكبّد أعباء حروب كان يمكن تفاديها، فلقد إمتنعتم في حرب عام 2006 الّتي تعرَّض لها لبنان، عن تجريب صاروخٍ واحد بوجه إسرائيل، من مئات التجارب الصاروخية التي تقومون بها. وكذلك فعل النظام السوري، الّذي لم يطلق على الجولان المحتل رصاصة واحدة".
وبيّن ريفي "أنّكم لقد وقفتم متفرجين واكتفيتم بالصواريخ الخطابية، فيما كانت إسرائيل تدمّر لبنان. أمّا اليوم، فيتبرع من عرَّض لبنان للدمار فيما كنتم في صفوف المشاهدين، بأن يضع لبنان في مغامرةٍ أخرى خدمةً لمشروعكم المدمر، كأنّه لم يَكفِ لبنان ما دفع من أثمانٍ في إنسانه واقتصاده وصورته أمام العالم".
وأوضح أنّ "لبنان بلد مرَّت عليه إحتلالات ووصايات كثيرة، ودُفنت من ساحله إلى جباله. إنّ صيغته التعددية هي مكمنُ ضعفه وقوّته في آن، وإنسانه يلفظ الوصاية خصوصًا منها الّتي تمارَس باستكبار، فلا يعتقد النظام في إيران أنّ ابتلاع لبنان ممكن. ويمكنك العودة إلى التاريخ لتعرف أنّ ما من وصيٍّ أو محتل إّلا وخرج من هذه الأرض يلملمُ أحلامه المنكسرة".
وركّز في رسالته، على أنّ "زيارتك للبنان للمزيد من توريطه وتشويه ما تبقّى من صورة دولته نعتبرها تحديًا مرفوضًا، فإذا كنتم تتوهّمون أنّ وصايتكم ثبتت أقدامها، فهذا سيكون خطأ جسيماً، فالإحتلال لا يصبح إحتلالًا إلّا عندما يهزم إرادة الشعوب، وهذا أبعدُ ما يكون لبنان واللبنانيين".