يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الثلاثاء)، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض، حاملاً معه رزمة من الملفات، أهمها: محاولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمرير ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، والتي تقضي بمضامينها على أحلام الشعب الفلسطيني في تحقيق السلام العادل والشامل، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس.
وكان الرئيس عباس قد وصل أمس (الإثنين) إلى "مطار الملك خالد" في الرياض، على رأس وفد، حيث استقبله أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وزير الدولة السعودي مساعد بن محمد العيبان وسفير دولة فلسطين لدى السعودية باسم الآغا.
ويرافق الرئيس عباس في زيارته: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، عضو اللجنة المركزية
لحركة "فتح" ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي.
زيارة استبقتها القيادة السعودية بالرد الحازم والجازم مراراً وتكراراً، بتأكيد رفضها "صفقة القرن" و"تطبيع" العلاقات مع الإحتلال الإسرائيلي.
وتتحدّث أوساط مقرّبة من الرئيس الفلسطيني إلى "اللـواء" باطمئنانه إلى "الموقف السعودي، المتمثّل بالدعم المطلق للقضية الفلسطينية، ورفض "صفقة القرن"، ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وأنّ لا حلَّ إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسّك بـ"مبادرة السلام العربية"، التي طرحتها المملكة العربية السعودية من خلال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز في "قمّة بيروت" في آذار/مارس 2002".
وتجزم الأوساط بأنّ ما كشفت عنه "القناة العاشرة" الإسرائيلية حول "وثيقة سرية مسرّبة" بأنّ "الملك سلمان رفض تطبيع المملكة مع الإحتلال الإسرائيلي"، هي قناعة الرئيس الفلسطيني الذي يرتبط بعلاقات ممتازة مع المملكة، ومميزة مع الملك سلمان، والتي تعود إلى حوالى 5 عقود من الزمن.
وشدّدت الأوساط على أنّ الرئيس عباس لديه قناعة راسخة بأنّ "المملكة العربية السعودية، هي
سند دائم وداعم للقضية الفلسطينية منذ المؤسّس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود إلى الملك سلمان، وهي تدافع عن القضايا العربية والإسلامية وفي المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكانة الصدارة في اهتماماتها، وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وهو ما لمسه أيضاً خلال اللقاءات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد ردَّ على محاولات التشكيك بدور المملكة، بشأن القدس، خلال ترؤسه القمة العربية الـ29، التي عُقِدَت في مدينة ظهران بالمملكة، في 15 نيسان/إبريل 2018، "بتسمية "قمة العرب" الـ29 بـ"قمة القدس"، ليعلم القاصي والداني أنّ فلسطين وشعبها في الوجدان العربي والمسلمين"، معلناً عن "تبرّع المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار أميركي لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وبمبلغ 50 مليون دولار أميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا"، وذلك استباقاً لإعطاء الكلام للرئيس عباس بإلقاء كلمة فلسطين في القمة.
من جهته، أوضح السفير الآغا أنّ "زيارة الرئيس عباس إلى المملكة تأتي استمراراً للتواصل ما بين القيادتين في ظل الظروف الدولية الصعبة، وكذلك في ظل محاولات إنهاء القضية الفلسطينية"، مشدّداً على أنّ "مواقف المملكة العربية السعودية متقدّمة دائماً تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما عبّر
عنه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وكانت "القناة العاشرة" الإسرائيلية قد كشفت عن "وثيقة سرية مسرّبة" تؤكد أنّ "العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد حسم موضوع العلاقات مع إسرائيل، برفض المملكة التطبيع معها".
ووفق ما نقلت القناة الإسرائيلية، في تقرير نشرته مؤخّراً، عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع، أنّ "وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدّت وثيقة قدّمت فيها تقديراتها لموضوع العلاقات مع السعودية"، مشيرةً إلى أنّ "المملكة غير مستعدة حالياً للتطبيق أو الموافقة على "صفقة القرن" الخاصة بحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون تقديم تنازلات سياسية ملموسة للطرف الفلسطيني".
وأشارت القناة إلى أنّ هذه "الوثيقة تُعتبر سرية واستثنائية كذلك، لأنّها تتناقض مع سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي صرّح مراراً، وبصورة علنية، منذ أمد بعيد، بأنّ إسرائيل تتجه نحو التطبيع مع دول الخليج، وتطوير العلاقات مع بلدان مثل السعودية والإمارات والبحرين".