اشار رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في كلمة له خلال القداس الاحتفالي في اختتام الاحتفالات بعيد مار مارون في مدرسة الحكمة إلى أن "مار مارون انحبس عن الدنيا ومشاغلها ليعبدَ الله ويدعو الناس إلى أن يعرفوه ويذهبوا إليه وهذا النسكُ لم يكن بغضًا بالعالم، بل محبَّةً وخدمةً له. ولذلك أعطاه الله، الذي تنّسك من أجله، محبَّةً إضافيَّةً للناس وخدمة لهم وأعطاه الله نعمة الشفاء والقدوة الصالحة، فشفى المرضى واستقبل الحزانى وعزَّاهم وقوَّى الضعفاء وكان راعيًا صالحًا في الوقت عينه.".
ولفت مطر الى ان "قداسة البابا فرنسيس ذهب إلى الإمارات ليثبّت الحوار المحبّ والأخويّ الذي كان قد بدأ في المجمع الفاتيكاني الثاني. واتّفق مع شيخ الأزهر، شيخ المسلمين السُنة في العالم، على أن نكون كلُّنا إخوةً في الإنسانيَّة. على أمل أن تُعزَّز هذه الأخوَّة ويكون لبنان مثلًا صالحًا فيها ليعلّمها للآخرين، الحرية الدينيَّة والأخوَّة الحقيقيَّة فينقلها إلى الآخرين".
من جهته اشار رئيس مدرسة الحكمة الخوري أنطونيو واكيم إلى انه "للسنةِ الرابعةِ والخمسين على التوالي، تُظلِّلُ هامةُ مارون هذا الصّرحَ الّذي اتّخذَه شفيعًا له. وما السِّنونَ المنقضيةُ إلاَّ فعلَ تكريسٍ على مذبحِ العِلم، نذرَهُ معلّمونا من خلالِ صَقلِ الأجيالِ عِلمًا ومعرفةً، مقتدينَ برسالةِ الشفيعِ ببُعدَيها الروحيّ والوطنيّ"، معتبرا ان "المارونيّةُ انتماءٌ إلى أرضٍ غدَتْ وطنًا، حافظَ الموارنةُ على كَيانِهِ، ووجدُوا فيه تجسيدًا لهُويّتِهم الخاصّة، وناضلوا من أجلِهِ ويناضلون، صَونًا لقيَمٍ استقوها من مدرسةِ مارون، ودأبوا، لأجيالٍ وأجيال، على ممارستِها والتمسُّكِ بها، وبذلوا الغاليَ والرخيصَ في سبيلِ حرّيّتِهِم، كنزِهِم الأثمن، الضّاربةِ في السَّماءِ خشوعًا وابتهالاً، لقدسيَّةِ حياةٍ ما ارتضاها المارونيُّ يومًا إلاَّ صِنوَ الكرامةِ والعنفوان".