ضجت مدينة صيدا هذا العام في "عيد الحب"، بقصتين متناقضتين غير مترابطتين، بين الفرح والحزن، بين الموت والحياة، لكن يربطهما قاسم مشترك وجامع واحد هو "الحب".
في الاولى، فقد توفيت شقيقتان من عائلة صيداوية محافظة، بفارق ساعات فقط هما: الحاجتان "هلا وفادية عاطف عفارة، وقد عاشتا معا طوال فترة حياتهما، اذ لم ترتبط اي منهما وبقيتا في منزل العائلة حيث تقطنان اليوم في منطقة الشرحبيل بن حسنة – شرق صيدا، فقد مرضت احداهما الحاجة هلا، ثم اصيبت الحاجة فادية بـ "الكريب"، فجرى نقلها الى احدى المستشفيات ولكنها فارقت الحياة، وبعد ساعات قليلة توفيت شقيقتها حزنا عليها، في مشهد مؤثر صدم العائلة وكل من عرفهما، وقد صلي على جثمانها في مسجد "الشهداء" في صيدا، قبل ان تواريا الثرى في مقبرة صيدا الجدية في سيروب جنبا الى جنب.
وفي الثانية، فقد إرتبط الشاب الصيداوي هيثم الارناؤط بشريكة حياته منى الظريف، على طريقة "الافلام السينمائية"، وقد اختار عشية "عيد الحب" الموعد، اذ قصد مكان عملها في أحد المصارف في المدينة وهاتفها طالبا منها الخروج لرؤيته، حيث تفاجأت بطائرة تصوير صغيرة، تحمل لها رسالة منه ويقول فيها "بحبك.. تتزوجيني"، قبل ان يصل الى المكان بسيارته السوداء، على وقع المفرقعات واطلاق البالونات، ويطلب منها الارتباط به، مقدما لها "خاتم الزواج"، وسط تصفيق المارة الذين حرصوا على تسجيل هذه اللحظات السعيدة عبر هواتفهم الخليوية، وقد أعد "فيديو كليب" خاصا على وقع أغنية "شو محسودين انت وانا".