أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أنور جمعة أن "البلد غير مرتاح مالياً وإقتصادياً ونحن نتكلم عن الفساد لأنه حان الوقت لنتكلم عنه ونتهم الفاسدين"، مشيراً إلى أنه "لم نستطيع العيش في البلد حبث الكل يعمل ليقف على رجليه، ونحن شكلنا الحكومة بشق الأنفس وبعد تشكيلها لم نعبر إلى بر الأمان، بل إن التحدي بدأ ونسابق الزمن والتطورات الإقتصادية من أجل إنقاذ البلد".
وخلال جلسة مناقشة البيان الوزاري، لفت إلى أن "العبرة في تنفيذ ما ورد في البيان، لأن البيان ممتاز والمفروض أن نسأل عنه كنواب عن الناس، لا أن نراكم الأيام، فالبيان يشبه سابقاته لكن المرحلة اليوم مختلفة، فلا يمكننا أن نرى أشخاصا يموتون أمام المستشفيات ويموتون أمام المدارس ولا يوجد توجيه أو لفت نظر إلى عدم الصبّ باتجاه واحد، ولا أن نتحول إلى بلد مصدر لعقول، فيما نحن في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نسأل عن الماء والكهرباء"، مشدداً على أن "البلد لا يزال يطالب بتأمين الكهرباء 24 على 24 فيما بلدنا يقارن بضواحي المدن العالمية الكبرى".
وتوجه جمعة إلى الحكومة بالتأكيد أن "الحكومة أمام تحديين، الأول محاربة الفساد، والثاني مكافحة الهدر، فمحاربة الفساد يوفر علينا الطريق الطويل، والفساد لديه عدة أوجه والفساد في هذا الوطن لا ينجو منه الفاسد من الفاسدين، لأن الفاسد يحتاج إلى وطن يقوم بسرقته، وعلى الفاسد أن يعرف أن هذا الوطن إذا لم يبق فإنه لن يكون لديك مصلحة، والسفينة إذا ثقبت لن يبق هناك وطن".
ورأى أن "الوطن غالي لأن نقدم له الغالي والنفيس وما هو شكل الدولة التي سيتركها الفاسد لأولاده"، مشيراً إلى أن "كارلوس سليم وغيره من الأغنياء فروا من البلد بعدما سمعول لغتنا وأسلوبنا"، موضحاً أن "مكافحة الهدر هو الطامة الكبرى والداء العضال وأنا وجدت عشرات الموارد التي نستطيع تحصيل أموال منها وتوفير الإقتراض"، لافتاً إلى أن "هناك هناك نموذجاً حول مواجهة الهدر وهو فنلندا عبر إصلاح النظام التربوي والتعليمي وكذلك البرازيل، فمرت بأزمة حادة في الثمانينات واقترضت من صندوق النقد الدولي لكن الإقتصاد انهار، ثم انتخب البرازليون لولا دا سيلفا وهو فقير من الشعب وقام بصرف مالية مباشرة للأسر الفقيرة ما أدى إلى تسهيل آليات الإستثار ساعدت الفقراء بالوصول إلى أسواق جديدة وتحريك العجلة الإقتصادية، وذلك بسبب التركيز على الصناعة والزراعة والتعليم وأصبحت سادس أغنى دولة في العالم في آخر عام من حكم دا سيلفا"، مشيراً إلى أنه "نموذج يمكن البناء عليه".
ولفت جمعة إلى أنه "لو حلت مشكلة الكهرباء من قبل لكان الدين العام انخفض إلى النصف"، مؤكداً أن "معظم حالات الوفاء هي بسبب حالات السرطان أو حوادث السير"، داعياً لعدم "التراخي أمام الوحش القاتل الذي يلوث مياهنا الجوفية"، متمنياً "العودة بالزمن لرؤية نهر الليطاني كما كان في السابق لأنه أصبح الآن مصدر الموت لكل الناس".
شدد على "ضرورة معرفة مكامن القوة لتحسين الإقتصاد"، مشيراً إلى أن "طريق ضهر البيدر لا يعبر عن وطن ويربط رئتيه ببعضهما"، طالباً من وزارة الأشغال تصليح أي حفرة يتم الإبلاغ عنها من قبل أية بلدية، داعياً إلى "دعم المدارس الرسمية لتخفيف العبء الأكبر عن كاهل المواطن"، مؤكداً أن "العبرة في البيان الوزاري هي دراسته سوية، وإذا انقطع التواصل في لبنان فإن كل المجتمعات في لبنان ستنقطع".