اعتبر القيادي في تيار "المردة" النائب السابق كريم الراسي أنه طالما الحكومة الجديدة تشبه سابقتها الى حد بعيد سواء ببيانها الوزاري أو بالمكونات الحزبية التي تمثل أصلا القسم الأكبر من الكتل النيابية والتي يفضل القسم الأكبر منها ن يلعب دور المعارضة من صلب الحكم، يتوجب أن يكون عندها التركيز على الأشخاص لا الحكومة ككل، لافتا الى أن هناك بعض الوزراء الّذين يستحقّون الثقة وتاريخهم يشهد لهم، وشخصيات أخرى جديدة محسوبة على تيارات معيّنة تم توزيرها فقط باطار عمليّة توزيع جوائز ترضية، وقال: "لا أتصور أن حكومة كهذه تستحق ثقة الشعب اللبناني، لكننا سنعطيها فترة قصيرة قبل اصدار الحكم النهائي عليها وان كانت المؤشرات الأوليّة لا تبشر بالخير".
وشدد الراسي في حديث لـ"النشرة" على أنه "اذا كان هناك نيّة حقيقية لمكافحة الفساد، فالمطلوب من كل فريق سياسي أن يبدأ بنفسه قبل أن ينادي بذلك من على المنابر"، ودعا كل طرف للتخلّي أقله عن 10 ممارسات سلبيّة، وتطبيق الشروط الأساسيّة للمؤتمرات الدوليّة ومؤخرا مؤتمر "سيدر"، لأنه كفيل وحده بوقف الهدر، وتلقائيا الفساد". وأضاف: "لكن لا أرى أن هناك من هو مستعد أن يبدأ بنفسه، اذ يسأل كل من يُطلب منه أن يبدأ بنفسه، لماذا أنا وليس الآخر". ورأى أن "المشكلة ان معظم السياسيين لا زالوا أنفسهم قبل الحرب وبعدها وهم يمتهنون رمي الكرة في ملعب سواهم، اضافة الى سياسيين آخرين وصلوا بشعارات طنّانة ورنّانة بمكافحة الفساد والابراء المستحيل وحلّ أزمة الكهرباء والتصدّي للاقطاع وها نحن نرى أن ممارساتهم أسوأ بكثير من سواهم".
وأشار الراسي الى ان السياسيين لا يتحمّلون دائما المسؤولية، بل يتحملها بشكل أساسي الشعب الذي يختار هؤلاء السياسيين. وقال: "الشعب الذي سمّاه (رئيس الجمهوريّة) العماد ميشال عون "شعب لبنان العظيم"، لم يبقَ من هذا العظيم الا حرف الميم اي الشعب الميم المخدر المشلول وما شابه ذلك".
وأسف الراسي لاختلاف الاولويات لدى القوى الحاكمة، لافتا الى أن أولوية البعض فرديّة وشخصيّة، فيما أولويات البعض الآخر وضع العصي في دواليب الآخرين، وهناك فرقاء لا يعرفون أصلا ما هي أولوياتهم التي هي بالتأكيد ليست أولويات الشعب اللبناني والتي تنحصر بشكل أساسي في تطبيق مقررات باريس 1 باريس 2 وسيدر".
وردا على سؤال عن علاقة "المردة" و"الوطني الحر"، شدد الراسي على أن باب رئيس "المردة" سليمان فرنجية كان دائما مفتوحا لأي علاقة مميزة، معربا عن أسفه لكون "العلاقة التي قامت على الصدق والمحبة تم استغلالها، والتعاطي معنا بقلّة تهذيب وقلة احترام". وقال: "اي علاقة مقبلة مع "الوطني الحر" أو سواه ستكون مبنيّة على أسس معينة وخطوط حمراء لا يمكن لأحد تخطّيها والأهمّ تقوم على الاحترام المتبادل".