اعتبر رئيس حركة "النهج" النائب السابق حسن يعقوب أن "الثقة التي نالتها الحكومة الممثلة للكتل النيابيّة ليست هي ذات الثقة التي تحتاجها من الشعب اللبناني لان مداخلات النواب عن محاربة الفساد كانت غير موثوقة لاعتبار ان الفساد مسيطر والفاسدون مجهولون"، لافتا الى أن أحد أبرز أهداف تأخير عمليّة تشكيل الحكومة ٩ اشهر، هو ابتزاز عمليّة مكافحة الفساد، خاصة وأن معظم الجهات السياسيّة والقضائيّة المولجة متابعة ملفّات الفساد معيّنة من المرجعيّات السياسيّة وهي شريكة اساسيّة في ادارة الفساد وهنا يحضرني المثل الشهير لا يرجى من الشوك عنبا".
ونبّه يعقوب في حديث لـ"النشرة" من أن "ارتفاع الفوائد وتوقف الاستثمارات كما ارتفاع معدّل البطالة واقفال المصانع والمؤسسات بحججٍ كثيرة أهمّها البيئة وملاحقة صغار العمّال كاصحاب الاكشاك والسائقين وغيرهم، كلها ستكون عوامل ضاغطة على الحكومة وتنذر بالانفجار الذي قد يؤخّره بضعة أشهر انفاق اموال سيدر".
التنسيق مع سوريا
وتطرق يعقوب لملفّ النازحين السوريين، فتحدث عن "تفاهم محدد بين رئيس الحكومة سعد الحريري وووزير الخارجيّة جبران باسيل وحزب الله تحت سقف المبادرة الروسية"، مؤكدا أن "التنسيق اللبناني مع الحكومة السوريّة سيكون هو عنوان المرحلة، وقد بدأ ذلك بالفعل من خلال زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا بالامس".
واعتبر أن "المرحلة القادمة ما بعد مؤتمر وارسو دقيقة جدا، حيث ان اعلان العلاقات العربية الاسرائيلية وخاصة الخليجيّة سيكون الخطوة الاولى بصفقة القرن والتي ستمهد للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باعتبار ان السعودية هي رمز القيادة الدينية الاسلامية والاقتصادية النفطية، وهذا سوف ينقل الصراع الى مكان آخر تماما". وأضاف: "اعتقد ان كل التفاهمات في لبنان ستسقط حينها، لان كل المساحات الرمادية التي تلعب فيها معظم القوى السياسيّة البارزة ستقع في المأزق وستنكشف، وسيتشكّل الانقسام العمودي بين محور وارسو الاسرائيلي-العربي ومحور المقاومة الايراني-السوري لذلك فإنّ عمر الحكومة مرهون بهذا الاستحقاق".
اهانة متعمدة...
وردا على سؤال، شدّد يعقوب على وجوب "التوقّف عند عدم ذكر اسمي الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين في البيان الوزاري والاكتفاء بكلمة (اخويه)"، لافتا الى ان ذلك "يُعتبر إهانة متعمدة بحق المغيبين وكأنهما ليسا لبنانيين". وأضاف: "معروف من كتب النص وهذا يندرج في سياق مكرّر يتعمّد تجهيل التاريخ، وتحديدا الدور الاساسي للشيخ محمد يعقوب".
وأشار الى انه على صعيد القضيّة، "فانّ محاولة تعطيل القمّة العربية الاقتصاديّة تحت شعار المغيبين يؤكد فاعليّة الاحتكار وادارة التغييب، بغض النظر عن تأييدنا لاستعمال كل وسائل الضغط لتحرير المغيبين". وقال: "رغم محاربتنا واعتقالنا وتشريد عائلتنا وتكسير قنوات الاعلام لاستضافتنا ومحاولة اغتيالنا مؤخرا واستخدام كل التهويل والتضليل ضدنا فانهم يعترفون ان وجود هنيبعل القذافي بيد القضاء اللبناني هو أثمن ورقة في القضية".
ورأى أن "الفضيحة الاكبر هي في عدم تنفيذ مذكّرات التوقيف بحق عبد السلام جلود وموسى كوسى وغيرهم الذين اعترف عليهم هنيبعل القذافي". وختم، "كنا قد اعلنّا في الذكرى الاربعين ان هذه السنة هي سنة الحسم، ولن يستطيع مديرو التغييب ان يستمرّوا على ما دأبوا عليه خلال العقود الاربعة، وان كل وسائلهم ضدنا تؤكد افلاسهم وترسخ حقنا ومظلوميتنا".